بِسمِ
الله الرَّحمنِ الرَّحيم
الحمدُ لله بارئ الخلائق أجمعين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على
خاتم الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمَّد، وعلى آله الطَّيِّبين الطَّاهرين.
وبعد؛ فهذا نَسَبُ السَّادة الأشراف الميامين آل مُقوطر
الغوالب الرَّضويَّة في العراق، وكنتُ قد استخرجتُهُ مُحقَّقاً مُدقَّقاً، اعتمدتُ
في ذلك على مبسوطات ومُشجَّرات عُلماء نسبِ الطَّالبيِّين، وما تحصَّلَ عندي من
تعليقاتٍ وتراجم مفيدة، والله وليُّ الأمر والتَّوفيق.
فالسَّادة آل مقوطر هم بنو:
السَّيِّد محمَّد الملقَّبُ بـ>مقوطر<([1])
ابن السَّيِّد يعقوب بن السَّيِّد سعد بن العالم الفاضل المُصنِّف السَّيِّد
الشَّريف غالب الرَّضويِّ القُمِّيِّ([2])
ابن شمس الدِّين أبي عبدالله محمَّد بن قمر الدِّين محمود بن بدر الدِّين أبي
محمَّد الحسن بن بهاء الدِّين أحمد بن جمال الدِّين الحسن بن شرف الدِّين محمَّد
بن فائز الدِّين الحسن بن شهاب الدِّين أحمد([3])
بن نور الدِّين محمود بن بدر الدِّين الحسين([4])
بن ركن الدِّين أبي شجاع الحسن بن السَّيِّد بندار النَّقيب([5])
ابن أبي الفتح عيسى بن أبي عليّ محمَّد بن أبي عبدالله أحمد بن أبي الحسن موسى ابن
أبي عبدالله أحمد النَّقيب ابن أبي عليّ محمَّد الأعرج بن أبي عليّ أحمد ابن أبي
جعفر موسى المبرقع بن الإمام أبي جعفر محمَّد التَّقيّ الجواد ابن الإمام أبي
الحسن عليّ الرِّضا ابن الإمام أبي الحسن وأبي إبراهيم موسى الكاظم ابن الإمام أبي
عبدالله جعفر الصَّادق ابن الإمام أبي جعفر محمَّد الباقر ابن الإمام أبي الحسن
عليّ زين العابدين ابن الإمام أبي عبدالله الحسين السِّبط الشَّهيد ابن الإمام
أمير المؤمنين أبي الحسن المرتضى عليّ بن أبي طالب عليهم السَّلام.
ومنهم أخي وصديقي الأديب الشَّاعر الباحثُ الأُستاذ السَّيِّد
مُضر بن السَّيِّد عبدالرِّضا بن عليّ بن نعمة بن رعد بن محمَّد بن إبراهيم بن
محمَّد بن عليّ ابن السَّيِّد محمَّد مقوطر صاحب اللقب المذكور، الموسويّ
الرَّضويّ الغالبيّ سلَّمهُ الله تعالى.
تمَّ
بحمد الله تعالى على الوجه الصَّحيح
يوم
الخميس في 21 جمادى الأُولى لسنة 1433هـ
والموافق
لـ12 نيسان 2012 م، بيد أقلِّ الطَّلبة عملا وأكثرهم زللا
أبو
الحسن علاء بن عبدالعزيز بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن محمَّد بن أحمد بن المصطفى بن
محمَّد بن أبي الحسن المُوسويّ
العامليّ
الدِّمشقيّ النَّسَّابة
كان
الله له
([1]) يُقال لوَلَده: آل مقوطر، وكان قد انتقل
من البطائح إلى بلدة لَمْلُوم، وسكنها هو وأولاده من بعده، ولمَّا كان السَّيِّد
قد ترك أهله وموطنه في بطائح العراق ونزحَ عنهم إلى بلدةٍ وقومٍ آخرين؛ لُقِّبَ
بـ>مقوطر< وعُرفَ به هو ووَلَدُهُ من بعده، وعقبهُ من وَلَدِ وَلَدِ
وَلَدِهِ: السَّيِّد إبراهيم بن محمَّد بن عليّ ابن السَّيِّد محمَّد مقوطر
المذكور، ومنه انتشر آل مقوطر في العراق.
([2]) كان سيِّداً شريفاً جليلاً عالماً
فاضلاً مُصنِّفاً، وهو من ناقلة قُمٍّ في العراق، ولد في قُمٍّ سنة سبع وثلاثين
وتسعمائة، وتوفِّي في سنة ثمان بعد الألف، وقبره في سهل قريب من بغداد؛ في محلَّة
تُعرفُ بـ>الغالبيَّة< نسبة له، وعليه قبَّة يُزار إلى اليوم، له عقب كثير
في العراق؛ يُقال لهم: الغوالب، وذكره السَّيِّد محمَّد الموسويّ العامليّ المكيّ
في تعليقته على >زهرة المقول< لابن شدقم "مخطوط".
([3]) قلتُ: وقع لقبُهُ في تعليقة السَّيِّد
محمَّد بن عليّ بن حيدر الموسويّ السُّكيكيّ العامليّ المكيّ ـ >نور
الدِّين<، ثُمَّ جَعَلَهُ ابناً صلبيَّاً لجدِّهِ الحسين، وأسقط محموداً من
بينهما، ولا شكَّ أنَّ هذا غير صحيح، فـ>نور الدِّين< هو لقبٌ لمحمود بن
الحسين، وعلى هذا جميع مشجَّرات السَّادة الغوالب ومن ذكرهم وترجم لأعلامهم، ثُمَّ
إنَّ السَّيِّد الموسويّ السُّكيكيّ ذكر لأحمد هذا: الحسن بن أحمد، وإليه أصعدَ
نَسَبَ السَّيِّد غالب الرَّضويّ، ولمَّا كان الحسن بن أحمد هذا يُذكر في
مُشجَّرات الغوالب بـ>الحسن بن شهاب الدِّين بن نور الدِّين محمود< وكان
>شهاب الدِّين< لقباً لا يُذكَرُ معه اسم في مُشجَّراتهم، علمنا أنَّ أحمد
الَّذي ذكره السَّيِّد الموسويّ ولقَّبَهُ بـ>نور الدِّين< إنمَّا هو صاحبُ
لَقِبِ >شهاب الدِّين<، إضافة لكون لقب >شهاب الدِّين< من ألقاب من
اسمهم أحمد كما هو منصوص عليه في كُتبِ أهل التَّاريخ والتَّراجم.
([4]) قلتُ: ذكرهُ السَّيِّد الموسويُّ
السُّكيكيُّ في تعليقته وكنَّاهُ بـ>أبي شُجاع< دون أن يُلقِّبهُ بـ>بدر
الدِّين<، ثُمَّ جَعَلَهُ ابناً صلبيَّاً للسيِّد بندار، وعلى هذا أيضاً
مشجَّرات الغوالب ومن ترجم لأعلامهم وذكر أنسابهم، إلاَّ أنَّهم لا يَذكرون معهُ
تلك الكُنية، ويَكتفون باللقب >بدر الدِّين<، ويقولون: >بدر الدين الحسين
بن بندار<، لكنَّهُم يُضيفون لبندار المذكور اسماً آخر هو: الحسن، فيقولون:
>الحسن بندار<، وهذا غير صحيح، حيثُ إنَّ بنداراً هذا لا يُعرفُ له اسم آخر
يَكون مرادفاً له؛ لا >الحسن< ولا غيره، إنَّما هو >بندار< وحسب، وهو
كذلك صريحٌ في مشجَّرات النَّسَّابين من الرَّضويِّين والقمِّيين وغيرهم ممَّن ذكر
السَّيِّد >بندار<، وهو أيضاً كذلك في مُشجَّرات أعقابهِ في قُمّ وبلاد
العجم، وأمَّا >الحسن< هذا فالصَّحيحُ أنَّهُ ابن السَّيِّد بندار لا اسم
آخر له، ثُمَّ إنَّ الحسن هذا هو الَّذي يُكنَّى بـ>أبي شُجاع< ويُلقَّبُ
>رُكن الدِّين<، فإنَّ السَّيِّد بندار أولد رجلين: رُكن الدِّين أبا شُجاعٍ
الحسن، وأبا الفضل محمَّد، وما ذكره السَّيِّد الموسويّ من كون >أبي شجاع<
كُنية للحسين ـ ليس بصحيح، بل هي كُنية للحسن، وما يَذكره السَّادة الغوالب وغيرهم
في مُشجَّراتهم من أنَّ الحسن هو نفسه بندار ـ أيضاً ليس بصحيح، وممَّا تقدَّم
عُلمَ أنَّ الصَّحيح هو: بدر الدِّين الحسين بن ركن الدِّين أبي شجاع الحسن بن
بندار، والسَّيِّد أبو شجاع ذكره ابن مُهنَّا العُبيدليّ والطَّاووس الأصغر
الرَّضويّ وغيرهُما.
([5]) قلتُ: اسمه بندار، بفتح الباء الموحدَّة
التَّحتيَّة، ثُمَّ نون ساكنة ودال مهملة ثُمَّ ألف بعدها راء مهملة، وهو اسمٌ
مشهور مستطرد في كتب التَّاريخ والتَّراجم، وما يَقعُ في بعض مشجَّرات المتأخِّرين
من تسميته بـ>بيدار< بالياء بدل النُّون، أو >بيداء< بالهمزة في آخره
بدل الرَّاء، أو غير ذلك من تصحيفات وتحريفاتٍ إنَّما هو من جهل من يَكتبون مثل
هذه الأسماء وقلَّة معرفتهم، والعجيب أنَّ منهم من يشتغلُ بالأنساب والتَّراجم!!.
وأمَّا السَّيِّد بندار المذكور فكان سيِّداً جليلاً، نقيب العلويِّين في قُمّ،
كما ذكر غير واحد من العلماء، كالسَّيِّد جمال الدِّين أحمد ابن مُهنَّا
العُبيدليّ في >مشجَّره<، وكذلك أيضاً وصفه السَّيِّد الموسويّ السُّكيكيّ
العامليّ المكِّيّ في تعليقته على >زهرة المقول< لابن شدقم، وأمَّا ما ذُكر
في الكتاب المُسمَّى بـ>غاية الاختصار في البيوتات العلويَّة المحفوظة من
الغبار< المنسوبُ للسيِّد تاج الدِّين ابن زهرة الحسينيّ الحلبيّ الفوعيّ ـ من
أنَّ السَّيِّد بندار كان شيرازيَّاً وكان نقيباً فيها، وسمَّاهُ الحسن وقال:
يُعرفُ >بيدار<، ولقَّبَهُ >مُصلحَ الدِّين<، وكنَّاه بـ>أبي عماد
الدِّين<، وذكر فيه أنَّهُ كان من أئمَّة العارفين من الصُّوفيَّة وأنَّهُ من
أصحاب الشَّيخ أحمد الرِّفاعيّ ـ فجميعُهُ باطلٌ لا أصل له، وهو برمَّتهِ كذِبٌ
مخترعٌ موضوعٌ وضعهُ الشَّيخُ أبو الهُدى الصَّيَّاديّ الرِّفاعيّ كما وضع الكتاب
المذكور برمَّتهِ ونَسَبَهُ إلى السَّيِّد تاج الدِّين ابن زهرة الحسينيّ ظُلماً
وبهتاناً؛ لغرضِ إثباتِ نَسَبِ الشَّيخ أحمد الرِّفاعيّ في أنساب العلويِّين، وكان
أبو الهُدى قد انتخبَ الكتاب المذكور من كتاب >مُشجَّر الأَصِيليّ< لابن
الطَّقطقيّ الحسنيّ، وكان في آخر النُّسخة الَّتي سطا عليها أبو الهُدى أنَّ
كاتبها هو السَّيِّد تاج الدِّين ابن زهرة المذكور، فنَسَبَ ما انتخبَهُ وجمَعَهُ
وأضافَهُ في الكتاب إلى السَّيِّد المذكور ثُمَّ قام بطبعهِ في مطبعة
>بولاق< الشَّهيرة بمصر، واضعاً عليه اسم السَّيِّد تاج الدِّين على أنَّهُ
مُصنِّفُ الكتاب، ولكاتبِ هذه السُّطور رسالة في ذلك بيَّنتُ فيها حقيقة هذا
الكتاب وحقيقة واضعه. وبالرُّجوع إلى ما ذُكرَ حول السَّيِّد بندار في الكتاب
المُسمَّى >غاية الاختصار< ـ فاعلم سلَّمكَ الله تعالى أنَّ في أهل
التَّصوُّف شيخاً شهيراً يُدعى: >بندار بن الحسين الشِّيرازيّ< ويُكنَّى:
أبا الحسين، وكان من أكابر الصُّوفيَّة في زمانه، ومن أصحاب الشَّيخ الصُّوفيّ
الشَّهير أبي بكر الشّبليّ، وكان بندار هذا من أهل شيراز ثُمَّ سكن أرجان، ومات
بها سنة ثلاثة وخمسين وثلاثمائة، ولا يُعرفُ في مشاهير شيوخ الصُّوفيَّة من اسمه
بندار أو بندار الشِّيرازيُّ غيره، وهو رجلٌ عجميٌّ لا يُعرفُ له نَسَبٌ في العرب
فضلاً أن يكون علويَّاً، ولمَّا كان غرضُ أبي الهُدى إثابتهُ لنسب الشَّيخ
الرِّفاعيّ وربطه بالسَّادة العلويِّين المشهورين؛ وكانت مُشجَّراتُ من ينتسبُ
للسيِّد بندار الرَّضويّ مشهورة في العراق؛ عمد أبو الهُدى المذكور إلى الخلط
والجمع بين الشَّخصين السَّيِّد بندار الرَّضويّ القُمِّيّ والشَّيخ بندار
الصُّوفيّ الشِّيرازيّ على اختلاف عصر كُلٍّ منهما من جانب وعصر الشَّيخ
الرِّفاعيّ من جانب آخر، وجعلهما شخصاً واحداً علويَّاً رضويَّاً نقيباً وصوفيَّاً
شيرازيَّاً من أصحاب الشَّيخ الرِّفاعيّ، كُلُّ ذلك لغرضِ إثباتِ نَسَبِ الشَّيخ
الرِّفاعيّ كما ذكرنا وإثبات كون الشَّيخ المذكور قطب زمانه وأوحد أهل عصره،
وكُلُّه باطل فتنبَّه ولا تغفل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يُمكن تحميل هذه الرِّسالة المختصرة بصيغة pdf من هذا الرَّابط: