المُصطلحاتُ
والألقابُ العُثمانيَّة
في مخاطبةِ الأشرافِ
في وثائق محاكِم
دمشقَ الشَّرعيَّة
تأليفُ
السَّيِّد أبي
الحَسَن عَلاء بن عَبدالعَزيز بن عَليّ بن الحُسَين المُوسَويّ الدِّمشقيّ
النَّسَّابة
بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ الَّذي علَّمَ بالقَلَم، علَّمَ الإنسانَ
ما لَمْ يَعلَمْ، وجعلَ العِلْمَ باباً مِنْ أبوابِ الخَيْرات، وطريقاً يُوصِلُ
إلى الجنَّات، ورفَعَ أقواماً بالعِلْمِ درجات، فقال سبحانهُ: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا مِنْكُمْ والَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ}[المجادلة:11]،
وكرَّمَهُم بقولهِ تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا
يَعْلَمُونَ}[الزُّمر:9]، والصَّلاةُ والسَّلامُ على خَيْرِ
خلقهِ وصفوتهِ مِنْ عباده، مُعلِّمِ البشريَّة، ومُربِّي الإنسانيَّة، ومُخرجِهم
مِنَ الظُّلماتِ الشَّيطانيَّة إلى المعارفِ النُّورانيَّة، والرَّحمةِ
الرَّبَّانيَّة، خاتَمِ الأنبياءِ والمُرسلين، رسولِ ربِّ العالمين، النَّبيّ
الخاتَم والرَّسولِ الأعظم، أبي القاسمِ محمَّد، الَّذي استهلَّ نبوَّتهُ بقولهِ
تعالى: {اقْرَأ}[العلق:1]، صلَّى اللهُ وسلَّمَ عليهِ وعلى آلهِ
الطَّاهِرين، شجرة النُّبوَّة، وموضِعِ الرِّسالة، ومُختَلَفِ المَلائكَة، ومَعْدِنِ
العِلْمِ والحِكمة، وأهلِ بيتِ الوحي والرَّحمة، أئمَّة الدِّين، والهادينَ
المهديِّين، ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ.
وبعد؛ فهذا بحثٌ مُقتضب أذكرُ فيه بعض
الاصطلاحاتِ الَّتي اصطُلِحَ عليها في رسوم المُخاطباتِ العُثمانيَّة، وفي مدلولاتها،
فقد درجت الدَّولة العثمانيَّة على استخدام مُصطلحات وألقابٍ في وصْفِ أعيان
رعاياها، ومِنْ هذهِ المُصطلحات ما كان خاصًّا بالمُنْتَسبين إلى الدَّوحة
الهاشميَّة ممَّن اشتهر بكونه مِنَ السَّادة الأشراف، ومنها ما كانَ عامًّا يَنالُ
هذهِ الشَّريحة وغيرها مِنَ الأعيان والوجهاء، إلاَّ أنَّ ما كانَ يجري مِنْ
ألقابٍ على شريحة الأشرافِ لا يجري على مِنْ هو دونهم نسباً.
وقد عنيتُ في بحثي هذا مدينة دمشق بشكل خاصّ،
وتناولتُ بعضَ أُسَرها ممَّن عُرِفَ عنها اشتهارها بالنَّسَبِ الشَّريف، ومنها مَنْ
تولَّى بعضُ أفرادها نقابة الأشراف، وأُسندَت إلى بعضهم المناصِبُ والوظائفُ
الدِّينيَّة والحكوميَّة.
واعتمدتُ على سجلاَّتِ المحاكِمِ الشَّرعيَّة
العُثمانيَّة بدمشق، وما وَرَدَ في وثائقها مِنْ مصطلحاتٍ وألقاب وأوصاف دالَّةٍ
على الشَّرف والسِّيادة، وقمتُ بشرحِ هذهِ المُصطلحات والكَشْفِ عن معانيها بناءً
على مدلولاتها في هذهِ الوثائق بشكلٍ خاصّ، وضربتُ على ذلك أمثلةً مِنْ خلالِ عرضِ
بعضٍ مِنْ هذهِ الوثائق تخصُّ عدداً مِنْ العائلات الدِّمشقيَّة الَّتي اشتُهِرتْ
بكونها مِنَ الأشراف.
حظيت شريحة السَّادة الأشراف بدمشق بمنزلة
رفيعة في العهد العُثمانيّ، وتمتَّعَ مُنتسبوها بامتيازاتٍ عديدة ميَّزتهم عن
غيرهم مِنْ رعايا الدَّولة آنذاك، وأصبغت عليهم ألقاباً وأوصافاً خصَّتهُم بها دون
مَنْ سواهم، ونالوا امتيازاتٍ قانونيَّة واقتصاديَّة، في مقدِّمتها الإعفاءُ مِنَ
الخدمة العسكريَّة (الأخذ عسكر)، إضافة إلى نصيبٍ مِنْ عوائد ماليَّة مخصَّصة لهم،
وقدَّر بعضُ الباحثين ـ مِنْ خلال ما توفَّر لديه مِنْ مصادر ـ أنَّ الأشراف في
دمشق كانوا يشكِّلونَ في القرنِ الثَّامن عشر الميلادي جماعة كبيرة يبلغُ تعدادها
(500) فرد، ثُمَّ ازداد عددهُم فبلغوا الألفين مع نهاية القرنِ التَّاسع عشر
الميلاديّ.([1])
ولا شكَّ أنَّ للمُصطلحات مدلولاتٍ هامَّة
تُنبئ عن الوضع الاجتماعيِّ الَّذي حَظيت به تلكَ الأُسرُ في ذلك العهد، وتُشكِّلُ
رُسوماً في قواعد المخاطبة الَّتي كانت تُراعى في صيغ الخطاب وتحديد الألقاب.
ومِن جانبٍ آخر فهي تكشفُ عن الشُّهرة الَّتي
بلغتها تلك الأُسَرُ بانتسابها إلى الدَّوحة الشَّريفة، وبغضِّ النَّظر عن صحَّة
هذا الانتساب في أصلهِ أو حيثيَّة منشَئِهِ أو مدركيَّة اشتهارهِ([2])،
فقد تعاملت المحاكم العُثمانيَّة معه بحكم الشُّهرة السَّائدة لهذهِ الأُسرة أو
تلك، وبحكم الواقع الاجتماعي الَّذي يُميِّزُ الأُسرَ الشَّريفة عن غيرها.
ويرى المُؤرِّخُ الدُّكتور محمَّد شريف
الصَّوَّاف أنَّ مِنْ أهمِّ مصادر توثيق الأنساب هو ما ورد في وثائق المحاكِم
الشَّرعيَّة العُثمانيَّة، ويستطرد قائلاً: فالملاحظُ أنَّ كُتَّابَ هذهِ الوثائق
في الفترة العُثمانيَّة المُتأخِّرة خاصَّة، كانوا يُؤكِّدون على إثباتِ النَّسَبِ
الشَّريف لِمَنْ ثَبُتَ لهُ واشتُهِرَ بهِ مِنْ طالبي التَّوثيق والتَّقييد، وقد
وجدتُ أنَّ أكثَرَ الأُسَر الَّتي ادَّعت النَّسَبَ حديثاً لَمْ تُشِر الوثائقُ
القديمة إلى ما يُثبتُ نَسَبَها، واللهُ أعلم.([3])
وهي أيضاً تُقدِّمُ لنا صورة هامَّة عن الوضعِ
الاجتماعي الَّذي كانت عليه الأُسَرُ الدِّمشقيَّة بشكلٍ عام، والأُسَرُ الشَّريفة
بشكل خاصّ، مِنْ حيثُ غِناها أو فقرها، وعلاقاتها بغيرها مِنَ الأُسَر، وأواصِر
القُربى ممَّا يَعكسُ صورة جميلة وراقية ونادرة عن مجتمعِ مدينة دمشق وكأنَّهُ
أُسْرَةٌ واحِدة متجانسة فيما بينها.
ومنها يُمكننا معرفة أسماء الأجداد، ووضعِهم
الاجتماعي، ونشاطهم التِّجاريّ، وأماكِنِ سكنهم قديماً، والمناصب الَّتي أُسنِدَتْ
إليهم، وأملاكهم وأوقافهم، وغير ذلك.([4])
ويُستَشَفُّ منها أيضاً السَّنواتُ الَّتي كانَ
فيها الأجداد، وطبقاتهم الزَّمنيَّة.
وتحتفِظُ "دار الوثائقِ
التَّاريخيَّة"([5])
في مدينة دمشق بـ(1553) سجلٍ مِنْ سجلاَّتِ محاكِم دمشق الشَّرعيَّة العُثمانيَّة،
تختلفُ في عدد صفحاتها مابين 100 صفحة إلى 590 صفحة للسجلِّ الواحِد، كما تختلفُ
في أحجامها وأشكالها، ويَبتَدئ أوَّلُ سجلٍّ مِنْ سجلاَّتها بتاريخ 21 شعبان سنة
991هـ، وهو أقدمُ سجلٍّ وصَلَنا، وانتهاءً بآخر سجلٍّ وتاريخهُ 22 شوَّال سنة
1332هـ، وتؤرِّخُ هذهِ السِّجلاَّت مِنْ خلالِ وثائقها لأحداثِ 341 عاماً مِنْ
حياةِ المُجتمعِ الدِّمشقيّ بكافَّةِ أطيافهِ وألوانهِ، وتنوّعهِ الدِّينيّ
والمذهبيّ، وتَشمَلُ جميعَ طبقاتِ المُجتمع، فهي مرآةٌ لواقِعِ دمشق طيلة هذهِ
الفترة الَّتي عايشت وعايشَ أهلُها أحداثاً ومجرياتٍ وتبدُّلاتٍ في مختلَفِ
الأصعدة والنَّواحي، السِّياسيَّة والثَّقافيَّة والاجتماعيَّة، وحتَّى الوقائع
الدَّامية والأليمة الَّتي مرَّت على دمشقَ وأهلِها.
كما أنَّها سجلٌّ لحوادثِ الزَّواجِ والطَّلاقِ
والبيعِ والشِّراءِ والآجار والاستئجار والبيوتِ والأراضي والوصيَّة والإرثِ
والتَّركات والمُنازعاتِ والمُخاصمات، إضافةً إلى الألقابِ الاجتماعيَّة المُختلفة
الَّتي كانت سائدةً آنذاك.
وفيها تعيينُ القُضاةِ والكُتَّابِ
وتنقُّلاتهم، وفيها أيضاً توليةُ المَناصِبِ والنَّظَر على الأوقاف والمساجدِ،
وموظَّفي المحاكم والدَّولة والجند، وطوائفِ الحِرَفِ، والوظائِفِ الدِّينيَّة
والعِلْميَّة المُختلفة، ووضعِ أهل الذِّمَّة، والغُرباءِ، والبدو، ومعرفة الأزياء
الَّتي كانت سائدة، والنَّقدِ المتداولِ، والبيوتِ وهندستها، وأزقَّةِ دمشقَ وشوارعها
وأحيائها وأسمائها، ومساجدها وتكاياها وزواياها، وباطنِ دمشقَ وظاهرها والقُرى
المُحيطة بها، إلى غَير ذلكَ ممَّا لا غِنى للباحِث في تاريخِ دمشق ومجتمعها في
العهدِ العُثمانيّ مِنَ العَودةِ إليها.([6])
ومع أهميَّة هذهِ السِّجلاَّت وما تُشكِّلهُ
مِن مادَّةٍ علميَّة غنيَّة بالمعلومات التَّاريخيَّة إلاَّ أنَّها وللأسف
الشَّديد تفتقرُ إلى أيِّ فهرس يُرشِدُ إلى أسماء العائلات الواردة في وثائقها
النَّفيسة، ويحتاجُ الباحِثُ إلى جَلدٍ ومُثابرة وهمَّة عالية في بحثِهِ
ومراجعتهِ، فعليهِ أن يقرأ كُلَّ سجلٍّ صفحة صفحة حتَّى يقعَ على مُرادهِ بينَ هذا
الكمِّ الهائلِ مِنَ هذهِ الوثائق، ولا مُعينَ لهُ يُرشدهُ في بحثهِ سِوَى
التَّاريخ المدوَّن على غلافِ السِّجلّ، والَّذي يُحدِّدُ الفترة الزَّمنيَّة
للوثائقِ الواردة في كُلِّ سِّجلٍّ مِنْ هذهِ السِّجلات، وعددها بالنِّسبة لمحاكم
دمشقَ فقط (1553) سجلّ وبنحوٍ يُقاربُ (400) ألفِ صفحة لجميعِ السِّجلاَّت.
وبجملة واحدة إنَّ هذهِ السِّجلاَّت هي تُراثُ
عائلاتِ دمشقَ وتاريخها وسيرة آبائها في العهد العُثمانيِّ.
إحدى صفحات سجلِّ سنة 991 هـ مِنْ سجلاَّت المحاكِم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، وهو أقدَمُ سجلاَّتها |
وقد راعَتْ سجلاَّت المحاكِم الشَّرعيَّة
العُثمانيَّة باهتمامٍ شديد مُلاحَظ استخدام المُصطلحات الدَّالَّة على السِّيادة
والشَّرف في مخاطبة المُنْتَسبين إلى النَّسَبِ الشَّريف ووصْفِهم بألقاب تدلُّ
على شرفهم وانتسابهم.
فرجال الأشراف غالباً ما يُخاطبونَ بـ"السَّيِّد"،
وفي بعض الأحيان بـ"السَّيِّد الشَّريف".
وأمَّا النِّساء الشَّريفات؛ فتُخاطبُ الواحدة
مِنهُنَّ بـ"الشَّريفة" غالباً.
إلاَّ أنَّها كانت تَعتَبر الشَّرفَ مِنْ جهة
الأُمَّهات، فمَن كانت شريفةً جازَ لولدها أن يُلحقَ بشرفِ أُمِّهِ وأن يُنْعَتَ
في الصُّكوكِ الشَّرعيَّة بـ"السَّيِّد" وتُنْعَتَ النِّساء
بـ"الشَّريفة"، بيدَ أنَّ هذا يَقَعُ في الأفرادِ ولا يسري على
باقي الذُّريَّة إلى أمدٍ بعيد، لذلكَ نلحظُ أنَّ مَنْ كانت أُمُّهُ مِنَ
السَّادةِ الأشراف نُعِتَ هو بـ"السَّيِّد" ولَمْ يُنْعَتْ
والدهُ أو جدُّه، ولَمْ يُنْعَتْ أبناء عمومته أو إخوته مِنْ جهة أبيه، فنَعْتُ
السِّيادة يُمكن أن يَلْحَقهُ هو وحدهُ وربَّما ولدهُ في بعض الأحيان، إلاَّ أنَّ
حالَهُم تنكَشِفُ وتتَّضِح مِنْ خلال مُراجعة وثائقَ أُخرى لبقيَّة مَنْ يَنتَسبُ
إلى نَفسِ الأُسْرَة.
وفيما يلي نَسْتَعرضُ المُصطلحات الَّتي اصطُلِحَ
على استخدامها في المُخاطباتِ الواردة في سجلاَّتِ المحاكم الشَّرعيَّة
العُثمانيَّة بدمشق، مع بيانِ معانيها ومدلولاتها، مُستشهدينَ بنماذجَ مِنْ تلكَ
السِّجلاَّت الشَّرعيَّة لعدَّةِ أُسَرٍ دمشقيَّة عريقة معروفة بالشَّرف خُوطِبَ
أفرادها بهذهِ الألقاب.
"أفندي":
ويَعني: سيِّد، وهو أيضاً للتعظيم والتَّفخيم
والتَّبجيل، ويُخاطبُ به السَّادة الأشراف والأعيان، وربَّما صار كنِسْبَةٍ لبعضِ
الأُسَرِ.
قال الأستاذ مُصطفى عبدالكريم الخطيب: "أفندي"
لفظ يُونانيّ دخل التُّركيَّة مع التَّحريف، وهو بمعنى: سيِّد. شاعَ استعمالهُ في
العصر العُثمانيّ بين طبقة المُثقَّفين كلقب للتشريف، اتَّصلَ بأصحابِ المناصبِ
الهامَّة كالأطبَّاء وشيوخ الإسلام وأبناء السَّلاطين ومَنْ في حُكمِهِم. وقد شاعَ
استعمالهُ أيضاً بمصر في عهد محمَّد علي باشا وخُلفائهِ بحيثُ أصبحَ النَّاسُ
يُطلقونَ على الخديوي اسم: أفندي، ولا زالَ هذا التَّعبير مِنَ المُفردات
الدَّارجة على ألسنة العامَّة في بلاد الشَّام حتَّى يَومنا هذا.([7])
"بشه":
لفظٌ يَردُ كثيراً في سجلاَّتِ المحاكم
الشَّرعيَّة العُثمانيَّة مع أسماء الأعيان، لَمْ أهتدي إلى معناهُ الحرفيّ، ولَم
أقفْ على ضبط لهُ، وسألتُ عن معناهُ الأُستاذ الدُّكتور فؤاد الطَّرابلسيّ وهو
الباحثُ والمُتَخَصِّصُ بالأرشيفِ العُثمانيّ في طرابلسَ الشَّام، فكتبَ إليَ
أنَّهُ هو الآخر لَمْ يهتدي إلى معناهُ الحرفيّ، إلاَّ أنَّهُ يردُ كثيراً في
سجلاَّت محاكِم طرابلس العُثمانيَّة، وقال: يُرادُ منهُ التَّعظيم والتَّبجيلُ
والتَّفخيمُ لمنْ خُوطِبَ به، وهو أشبهُ بالرُّتبةِ والمنزلةِ، كـ"جلبي"
و"أفندي" و"بيك" و"آغا"
و"باشا".
وهو عامٌّ يُخاطبُ به السَّادة الأشرافُ وغيرهم
مِن أعيانِ الدَّولة.
"جلبي":
ومعناهُ: سيِّد، وهو مُصطلحٌ يُراد منهُ
التَّعظيم والتَّفخيم، خاصٌّ بالأعيان والنُّبلاء، يُلقَّبُ بهِ السَّادة الأشرافُ
وغيرهُم، ويُلاحظُ كثرةُ استخدامهِ مع الأشراف، وقلَّتهُ مع غيرهم؛ إلاَّ مَنْ
كانَ مِنَ الأعيانِ المشهورين.
قال الأُستاذ مُصطفى عبدالكريم الخطيب: "جلبي"
لفظٌ تُركيٌّ ـ فارسيٌّ معناه: سيِّد، أطلقهُ العُثمانيُّون في عصرهِم كلقبٍ مِنْ ألقابِ
النَّبالةِ والتَّعظيم على أعيانِ دولتهم، وأصبحَ فيما بعدُ نِسْبَة لبعضِ العائلات
في الوطنِ العربيّ.([8])
ويقول مُستقيم زاده العُثمانيّ (المُتوفَّى سنة
1303هـ): "الجلبي" إلى جلب، لفظٌ تُركيٌّ معناهُ الله والرَّبّ، فالنِّسْبَةُ
إليهِ كالرَّبَّانيّ والإلهيّ، لمدحٍ وتعظيم، كالعُلماء والسَّادات والصُّلحاء، ولا
ينبغي على غيرهم.([9])
وقال الأستاذ هاني عمر سُكريَّة: "جلبي"
وأساس معناها هو السَّيِّد المُبجَّل أو الوليُّ الصَّالح، وإذا سبقتها كلمة السَّيِّد
فقد تدلُّ على النَّسَبِ الشَّريف لآل البيت، وطبعاً لكلِّ وثيقة خصوصيَّتها؛ فقد تَنْطَبق
هذه المعاني وقد لا تنطبق، وطبعاً علينا مراعاة الفترة الزَّمنيَّة للوثيقة.([10])
"السَّيِّد":
خاصٌّ بالسَّادةِ الأشراف، وهو في سجلاَّتِ المحاكم
الشَّرعيَّة العُثمانيَّة مُصطلحٌ خاصٌّ بالرِّجال دونَ النِّساء، وكذلكَ في
سجلاَّتِ نقابة السَّادة الأشراف في الممالكِ الُعثمانيَّة كما سيأتي بيانهُ.
"الشَّريفة":
لقبٌ خاصٌّ بالسَّادةِ الأشراف، وهو في
سجلاَّتِ المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة مُصطلحٌ خاصٌّ بالنِّساء دونَ
الرِّجال، وكذلك في سجلاَّتِ نقابةِ السَّادةِ الأشراف في الممالك العُثمانيَّة.
وقد دَرجت العادة في عموم السِّجلاَّتِ على
مخاطبة مَنْ كان مُشتهراً بالشَّرفِ والسِّيادة مِنَ الرِّجال بـ"السَّيِّد"،
وربَّما في بعض الأحيانِ بـ"السَّيِّد الشَّريف"، إلاَّ أنَّ
النِّساء كُنَّ يُخاطبنَ بـ"الشَّريفة" حصراً، فيقال: "الشَّريفة
فلانة بنت السَّيِّد فلان"، كما هو واضِحٌ مِن خلالِ متابعة السِّجلاَّتِ
الشَّرعيَّة للمحاكم العُثمانيَّة بدمشق.
ويُلاحظُ في سجلاَّتِ نقابة السَّادةِ الأشراف
في الممالكِ العُثمانيَّة مُخاطبةُ مَنْ كانَ لهُ شرفُ الانتسابِ إلى النَّسَبِ
الشَّريفِ مِنْ جهةِ أُمِّهِ بلقبِ "الشَّريف" دونَ "السَّيِّد"،
حيثُ يُلْحَظُ هذا التَّوصيفُ بشكلٍ جليٍّ في هذهِ السِّجلاَّت، فهي مِنْ قواعدِ
المُخاطبةِ الَّتي جرت عليها النَّقابةُ في صيغ الألقاب، فيُقال: "الشَّريف
فلان بن الشَّريفة فلانة بنت السَّيِّد فلان".
وإليكَ نماذِجَ مِنْ أحدِ دفاترِ نقابةِ
الأشرافِ في الممالكِ العُثمانيَّة، وتاريخهُ مِنْ سنة (1025هـ) إلى سنة (1026هـ):
صفحة مِنْ أحد دفاتر نقابة السَّادةِ الأشراف في الممالكِ العُثمانيَّة باسطنبول |
محلُّ الشَّاهِدِ ممَّا وردَ في الصَّفحةِ
أعلاه:
الوثيقة الأولى:
((وبعد؛ فالسَّبَبُ الدَّاعي إلى تحرير هذِهِ
النّميقة الأنيقة، والوثيقة الوثيقة، هو أنَّهُ قد تبيَّن بإخبار مولانا الشَّيخ
محمَّد بن الشَّيخ عبدالله الواعظ في الجامعِ الشَّريف المعروف بشهزاده (شاه زاده)،
والحاج أمر الله بن الحاج عليّ، والشَّيخ عليّ بن أحمد، والشَّيخ محمَّد بن الحاجّ
بريّ، ومولانا عبدالله بن مصطفى، ومولانا عبدالجليل بن الحاجّ مصطفى، ومولانا
رمضان بن عبدالنَّبيّ، ومولانا مصطفى بن عبدالنَّبيّ، ومولانا نورالله بن الحاجّ
عليّ، أنَّ السَّيِّد مُصطفى ابنٌ صلبيٌّ للسيِّد عبدالكريم بن السَّيِّد لطف
الله بن السَّيِّد علاء الدِّين الأرمناكي، مِنَ النَّسَبِ الطَّاهِر، وأمرُ
سيادَتِهِ بين أهلِ ديارهِ بيِّنٌ وظاهِر، وذلكَ بعدَ أن أبرزَ حُجَّةً مُؤرَّخة
سنة 1023 صحيحةً مُقيَّدة في أصلها دالَّةً على سيادةِ ابن أخ جدِّه لأبوين وهو السَّيِّد
خليل بن السَّيِّد سليمان بن السَّيِّد علاء الدِّين المزبور، معنونةً بعنوانِ
المرحوم المغفور لهُ السَّيِّد علي أفندي النَّقيب سابقاً، فبعد ذلكَ حرِّر
في شهر ذي القعدة الشَّريفة لسنة خمسٍ وعشرين وألف))
الوثيقة الثَّانية:
((قد تبيَّنَ بإخبارِ الشُّهودِ المرقومين أنَّ
الشَّريفَ خليل ابنٌ صلبيٌّ للشريف مصطفى بن الشَّريفة دَوْلَتْ ابنة السَّيِّد
علاء الدِّين الأرمناكي، والشَّريفُ مولود ابن عمِّهِ أعني الشَّريف ولي بن
الشَّريفة دَوْلَتْ ابنة السَّيِّد علاء الدِّين المزبور، مِنَ النَّسِبِ
الطَّاهِر، وشرفهما في ديارهما بيِّنٌ ظاهِر، وذلكَ بعد أن أبرزا حجَّة صحيحة
مُقيَّدةً في أصلها دالَّة على سيادةِ ابن أخ جدَّتهما أُمِّ الأب وهو السَّيِّد
خليل بن السَّيِّد سُليمان بن السَّيِّد علاء الدِّين المزبور، معنونة بعنوان
المرحوم المغفور له السَّيِّد علي أفندي النَّقيب سابقاً، فبعدَ ذلكَ إلى
آخره))
يُلاحَظُ في الوثيقةِ الأولى نَعْتُ مُصطفى بن
عبدالكريم بـ"السَّيِّد"؛ لكونهِ ينتسب إلى السَّيِّد علاء
الدِّين الأرمناكي مِنْ جهَةِ الآباء، لذلكَ نُعِتَ والدهُ عبدالكريم وجدُّه لُطفُ
الله كُلٌّ منهما بـ"السَّيِّد"، وأنَّهُ ـ أي مصطفى ـ ابنٌ
صلبيٌّ لعبدالكريم، وأنَّهُ صحيحُ الانتسابِ إلى السَّيِّد علاء الدِّين بدليل
حجَّة لابن عمِّ أبيه ـ السَّيِّد خليل بن السَّيِّد سليمان بن السَّيِّد علاء
الدِّين ـ تُثبتُ انتسابهُ إلى السَّيِّد علاء الدِّين المذكور، والَّذي يُفهَمُ
مِنْ سياقِ الكلام أنَّ علاء الدِّين هذا ينتسِبُ إلى النَّسِبِ الشَّريف مِنْ
جهةِ الآباء، وأنَّهُ معلومُ السِّيادة.
أمَّا في الوثيقة الثَّانية فهي إثباتُ نَسَبٍ
إلى السَّيِّد علاء الدِّين الأرمناكي ـ المذكور في الوثيقة الأولى ـ ولكن مِنْ
جهةِ الأُم، لذلكَ نُعِتَ خليل ووالدهُ مُصطفى وابن عمِّهِ مولود ووالدهُ ولي
كُلٌّ منهُم بـ"الشَّريف" ولَمْ يُنْعَتْ أيٌّ منهُم بـ"السَّيِّد"،
طِبقاً لكونِ الشَّرفِ إنَّما لحقَهم مِنْ جهةِ الأُمّ وهي الشَّريفة دَولتْ بنت
السَّيِّد علاء الدِّين الأرمناكيّ، فشُرِّفَ مُصطفى وولي وشُرِّفَ ولداهما
بشَرَفِ أُمِّهما الشَّريفة دَولتْ المذكورة، وذلكَ بناءاً على نفس الحجَّةِ
الَّتي أبرزها صاحِبُ الوثيقة الأولى السَّيِّد مصطفى بن عبدالكريم والمُتعلِّقة
بابن عمِّ أبيه السَّيِّد خليل بن السَّيِّد سليمان بن السَّيِّد علاء الدِّين
الأرمناكي.
صفحة أُخرى مِنْ أحد دفاتر نقابة السَّادة الأشراف في الممالك العُثمانيَّة باسطنبول |
محلُّ الشَّاهِدِ مِنَ الوثيقة الأُولى:
((ظهر بإخبار ... أنَّ الشَّريف أحمد السَّاكن
في قضاء بالجق ابنٌ صدريٌّ للشريف عليّ بن الشَّريفة بلقيس ابنة السَّيِّد مصطفى
بن السَّيِّد عبدالرَّحيم الثّمني، مِنَ النَّسَبِ الطَّاهِر، وذلكَ بعد أن
أبرزَ حجَّة صحيحة دالَّة على شرف ابن خالةِ أبيه وهو الشَّريف خضر بن
الشَّريفة كُلِّي خاتون ابنة السَّيِّد مصطفى بن السَّيِّد عبدالرَّحيم
المرقوم، معنونة بعنوان النَّقيبين السَّابقين المُستقيمين وهما المرحوم عبدالقادر
أفندي والمرحوم السَّيِّد علي أفندي ...))
يُلاحَظُ في نصِّ الوثيقة أعلاه نَعْتُ أحمد
ووالده عليّ كُلٌّ منهما بـ"الشَّريف"؛ لكونهما ينتسبانِ مِنْ
جهة الأُم وهي الشَّريفة بلقيس بنت السَّيِّد مصطفى بن السَّيِّد عبدالرَّحيم
الثّمني، والَّتي نُعِتَ والدُها وجدُّها كُلٌّ منهما بـ"السَّيِّد"؛
لكونهما ينتسبانِ إلى الشَّرفِ مِنْ جِهَةِ الآباء، وكذلكَ يُلْحَظُ عينُ الأمر
بالنِّسبة لابنِ خالةِ والدِ أحمد صاحِبِ الوثيقة، وهو خضر بن كُلِّي خاتون فقد
نُعِتَ بـ"الشَّريف" لكونهِ ينتَسِبُ إلى الشَّرفِ مِنْ جِهَةِ
أُمِّهِ الشَّريفة كُلِّي خاتون بنت السَّيِّد مُصطفى بن السَّيِّد عبدالرَّحيم الثّمنيّ.
ـ وأمَّا في الوثيقة
الثَّانية والمُتعلِّقة بـ"السَّيِّد عبدالنَّبيّ بن السَّيِّد ولي بن
السَّيِّد محمَّد بن السَّيِّد موسى الكراسونيّ" فالشَّرفُ فيها مِنْ
جهةِ الآباء، لذلكَ نُعِتَ كُلٌّ منهم بـ"السَّيِّد".
ـ وأمَّا في الثَّالثة
والمُتعلِّقة بـ"الشَّريف حسن بن الشَّريفة أمينة بنت السَّيِّد بير أحمد
بن السَّيِّد عليّ بن السَّيِّد شاه أبدال الميلاسيّ" فالشَّرفُ فيها
مِنْ جِهَةِ الأُم، لذلكَ نُعِتَ حسن بـ"الشَّريف"، ونُعِتَ
أجدادهُ لأُمِّهِ كُلٌّ منهم بـ"السَّيِّد".
وهذا الاصطلاحُ هو قاعدة ثابتةٌ لدى نقابةِ
الممالكِ العُثمانيَّة، والعهدُ فيهِ قديم، كما يُلاحَظُ مِنْ دفترٍ آخر مُؤرِّخ سنة
خمس وأربعين وتسعمائة هجريَّة (945)، وهو أشبهُ بالسِّجلّ، ويكتفي بذكر اسم المُنْتَسِبِ
أكانَ مِنْ جِهَةِ الأب أم الأُم وسردِ بِضعِ أسماءٍ لا تتجاوز أربعة أسماء وفي
غالبها ثلاثة، ودونَ أن يَذكُرَ النِّسْبَةَ الهاشميَّة للمُنتَسِب، بل يَنْسِبُهُ
إلى المدينة أو القرية الَّتي يُقيمُ فيها!، كما هو الحالُ في الدَّفتر السَّابق،
وإليكَ بعضَ الصَّفحاتِ مِنهُ:
ولا شكَّ أنَّ هذا الاصطلاح ليس خاصًّا
بالدَّولة العُثمانيَّة أو بعصرها، بل هو أقدمُ مِن ذلك بكثير، فقد اصطُلِحَ في
إيرانَ ومُنذ عهد بعيد مُخاطبةُ مَنْ كانت أُمُّهُ علويَّة بـ"الشَّريف"،
ولَمْ أُحقِّق في تعيين الوقتِ الَّذي ظَهر فيه هذا المُصطلحُ في بلاد العَجم،
إلاَّ أنَّهُ يظهر مِنْ خلال بعضِ التَّراجم شياعُهُ قَبْلَ المائة الثَّامنة، كما
يُرشَدُ مِنْ ترجمة الصَّاحب فخر الدِّين أبي المكارم أحمد بن القاضي مجد الدِّين
عبدالله بن إمام الدِّين عمر بن محمَّد بن الحسين، الشَّريفُ الحُسينيُّ
التَّبريزيُّ الحاسبُ الكاتبُ، الَّذي تَرجمَ لهُ ابن الفُوَطِيّ([11])
في "مجمعِ الآداب"، وذَكَر أنَّهُ قَدِمَ بغداد في شهر رمضان سنة تسع
عشرة وسبعمائة (719)، والمُتَرجَمُ ليسَ بحُسينيٍّ مِنْ جهةِ الآباء، ويَظهَرُ مِن
ترجمةِ أبيهِ أنَّ لهُم جدَّةَ علويَّة لذلكَ كان يُمضي كُلٌّ منهما بـ"الشَّريف"،
ونَقَلَ المرحوم الدُّكتور مصطفى جواد في حاشية التَّرجمة ما جاء في أثناء
السُّطور حيال لفظة "الشَّريف" الواردة في نِسْبَتِهِ، فقال:
أمَّا اصطلاحُ أهل تبريز فإنَّ الشَّريفَ هو
الَّذي تكون أُمُّهُ علويَّة، وغيرها (كذا) مَنْ يَنْسِبُهُ إلى العبَّاس وغيره.([12])
والظَّاهر أنَّ هذهِ الحاشية مِنَ المؤلِّفِ
لأنَّ الكِتابَ بخطِّهِ كما لا يخفى.
والحال أنَّ هذا الاصطلاحَ لَمْ يكنُ خاصًّا
بأهلِ تبريز وحدهُم بل هو في عموم بلدان إيران، كما يُستفاد مِن كُتبِ التَّاريخ
والتَّراجمِ الَّتي ترجمت لأعلامِ تلك البلاد.
ومِثالهُ: الشَّريفُ أبو الحسن بن محمَّد طاهر
بن عبدالحميد بن موسى بن عليّ بن معتوق بن عبدالحميد الغفاريّ نسباً الفُتونيّ
النَّباطيُّ العامليُّ أصلاً الأصفهانيُّ مولداً الغرويُّ خاتمةً، الشَّيخ الإمام العالم
الفاضل العابد الزَّاهد الفقيهُ المُحدِّثُ النَّسَّابة، المُتوفَّى سنة 1138هـ، رئيس
المُحدِّثين، وشيخ مشايخ العراق، اسمهُ كُنيتُهُ، وإنَّما قيلَ لهُ الشَّريف لأنَّ
أُمَّهُ علويَّة مِنَ السَّادة الخواتون آباديَّة، وهي بنتُ العلاَّمة الكبير
السَّيِّد عبدالواسع الحسينيّ الأفطسيّ الخواتون آبادي، وأُختُ العلاَّمة الأمير
السَّيِّد محمَّد صالح.
ومثالهُ أيضاً: العلاَّمة النَّسَّابة الشَّيخ
الشَّريف محمَّد كاظم([13])
بن محمَّد تقيّ بن بكتاش العميديُّ العُريضيُّ الحُسينيُّ الحسنيُّ النَّجفيُّ
الحائريُّ، وكانَ يُعْرَفُ بالشَّريف؛ لأنَّ أُمَّهُ علويَّة حُسينيَّة أعرجيَّة
مِن آل الإمام العلاَّمة الكبير الرَّئيس شيخ الإماميَّة في زمانهِ السَّيِّد عميد
الدِّين عبدالمُطَّلب([14])
بن العلاَّمة السَّيِّد مجد الدِّين أبي الفوارس محمَّد بن العلاَّمة النَّسَّابة
الكبير السَّيِّد فخر الدِّين عليّ مِنْ ولد يحيى النَّسَّابة بن الحسن بن جعفر
الحُجَّة بن عبيدالله الأعرج، وأُمُّها علويَّة عُريضيَّة مِنْ ولد سادات يزد مِنْ
بني أحمد الشَّعرانيّ بن عليّ العُريضيّ بن الصَّادق عليه السَّلام، وأُمُّ أُمِّ
جدِّهِ لأبيهِ بكتاش: الشَّريفة نرجس بنت السَّيِّدة يوسفيَّة بنت السَّيِّد
محمَّد، علويَّة حسنيَّة قتاديَّة مِن ولد الأمير حميضة بن أمير مكَّة أبي نميّ
الأوَّل، كذا لقَّبها بـ"الشَّريفة" ولقَّبَ أُمَّها بـ"السَّيِّدة"؛
لكون الأولى تَنْتَسِبُ مِنْ جهة الأُمّ والثَّانية مِنْ جهة الأبّ، مِنْ أجل ذلك
جميعاً كانَ يُعرفُ بـ"الشَّريف"، ويُمضي هكذا: "محمَّد
كاظم الشَّريف"، ورأيتُ خطَّهُ وقد كتبَ فيه: (محمَّد كاظم الشَّريف
الحُسينيُّ الحسنيُّ)
واصطلاحُ "السَّيِّد"
بالنِّسبة للرجال، و"الشَّريفة" بالنِّسبة للنساء هو الغالبُ على
ساداتِ اليمن أيضاً كما يُلاحظُ في كتبِ التَّراجم والطَّبقاتِ الزَّيديَّة
كـ"كتاب طبقات الزَّيديَّة الكُبرى" للعلاَّمة السَّيِّد إبراهيم بن القاسم
بن الإمام المؤيَّد بالله، المُتوفَّى سنة 1152 هـ، وكتاب "مطلع البدور ومجمع
البحور" للعلاَّمة المُؤرِّخ أحمد بن صالح بن أبي الرِّجال، وكتاب "مطلع
الأقمار" للسيِّد الحسن المعروف بحيدرة الحسنيّ الرَّسيّ الهادويّ الذّماريّ،
وكتاب "التُّحف شرح الزُّلف" للسيِّد مجد الدِّين المُؤيَّديّ، وغيرها
مِنَ المُصنَّفات.
"مفخر الأشراف" و"فخر
الأشراف" و"مفخر السَّادة الأشراف" و"فخر
السَّادة الأشراف" و"مفخر السَّادات الأشراف" و"فخر
السَّادات الأشراف" و"فخر السَّادة الأشراف المُكرمين"
و"مفخر السَّادة الأشراف الكرام" و"فخر السَّادة الأشراف
المُحترمين" و"مفخر الأشراف المُكرَّمين" و"فخر
السَّادات" و"مفخر السَّادات" و"عمدة السَّادة
الأشراف" و"عمدة السَّادات" و"فرع الشَّجرة
الزَّكيَّة" و"طراز العصابة الهاشميَّة" و"خلاصة
السَّادات" و"خلاصة آل طه وياسين" و"خلاصة آل
عبد مناف" وغيرها:
كُلُّها تُؤدِّي نفس المعنى المُراد منها، وهذا
الوصف خاصٌّ بالسَّادةِ الأشرافِ، ولا يُستخدمُ إلاَّ مع أعيانهم فضلاً عن غيرهم،
وهو يدلُّ على بالغِ الشُّهرةِ بالسِّيادةِ والشَّرفِ الَّتي يتمتَّعُ بها
المَوصوف.
ويقول الأُستاذُ هاني عمر سُكريَّة: "فخر
السَّادة الأشراف" وهي كلمة تفخيم تسبق اسم الشَّريف المُنتسبِ لآل
البيتِ عليهم السَّلام.([15])
وسنستعرضُ فيما يلي بعضَ هذهِ الوثائق مِنْ
سجلاَّت المحاكِمِ الشَّرعيَّة العُثمانيَّة، لبعض الأُسَرِ الَّتي عُرفت
بالسَّيادة والشَّرفِ في دمشق.
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّتِ المحاكِمِ الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بأحد أفراد أُسرةِ
آل الحجَّار([16])،
وأيضاً بأحد أفراد آل السَّفرجلاني([17])
بدمشق، مُؤرَّخة سنة اثنتين وستِّين ومائة وألف هجريَّة (1162)، قال عنهم ـ يعني
آل الحجَّار ـ المُؤرِّخُ الدِّمشقيُّ الدُّكتور الصَّوَّاف: "مِنَ السَّادةِ
الأشرافِ الحُسينيَّة بدمشق".
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((... استأجر فخر الأشراف المُكرَّمين
السَّيِّد عبدالرَّحمن جلبي ابن المرحوم السَّيِّد محمَّد جلبي ابن الحجَّار،
بالوكالة الشَّرعيَّة عن مفخر الأماجد والأماثل المُكرَّمين محمَّد جلبي ابن
المرحوم مفخر الأماجد محمَّد جلبي السَّفرجلانيّ زاده، الثَّابتة وكالته عنهُ
في هذا الخصوص بموجب حجَّة سابقة، بمال المُوكِّلِ لنفسه، مِنْ مفخر الأقران
عُثمان آغا ابن المرحوم الحاجّ عبدالرَّزَّاق الشَّهير بابن شبيب ...))
يُلاحظُ في الوثيقة أعلاه وصْفُ عبدالرَّحمن
الحجَّار بـ"فخر الأشراف المُكرَّمين"، ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"،
وتلقيبهُ بـ"جلبي"، كما نُعِتَ والدهُ بـ"السَّيِّد"،
ولُقِّبَ بـ"جلبي".
بينما لَمْ يُنعَتْ محمَّد السَّفرجلانيّ ولا
والده بالسِّيادة ولَمْ يُوصفا بأوصافِ الأشراف كما وقعَ لابني الحجَّار، لاشتهار
آل الحجَّار بالشَّرف بينما آل السَّفرجلاني ليسوا مِنَ السَّادة الأشراف، إلاَّ
أنَّهُم مِنْ أعيانِ الأُسَرِ الدِّمشقيَّة وأعرقها، ولَهُم مكانتُهم الرَّفيعة في
المجتمعِ الدِّمشقيّ، قال فيهم العلاَّمةُ الشَّيخ محمَّد جميل الشَّطيّ في
"روض البشر": وبنو السَّفرجلاني كانوا وما زالوا مِن سادات دمشق وفُضلائها.([18])
لذلكَ وُصِفَ محمَّد السَّفرجلانيّ بـ"مفخر
الأماجد والأماثل المُكرَّمين"، ووصِفَ والدهُ بـ"مفخر الأماجد"،
ولُقِّبَ كُلٌّ منهما بـ"جلبي".
لكن بعض آل السَّفرجلاني ادَّعى النَّسَبَ
الشَّريف وزعَم أنَّهُم سادة حسينيون([19])،
على أنَّ كُتُبَ التَّراجم حافلةٌ بذكرهِم ولَمْ يَذكُر أحد ممَّن تَرجمَ لأعلامهم
وأعيانهم أنَّهم مِنَ السَّادة الأشراف.
ـ وفي وثيقة شرعيَّة
أُخرى مِنْ سجلاَّتِ المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة تتعلَّقُ بآل الحجَّار،
مُؤرَّخة سنة اثنتين وستِّين ومائة وألف هجريَّة (1162)، وَرَدَ فيها:
((... ادَّعى فخر السَّادة الأشراف
المُحترمين السَّيِّد عبدالقادر جلبي ابن المرحوم فخر السَّادات وخلاصة الخلاصات
السَّيِّد تاج العارفين جلبي الحجَّار ...))
يُلاحظُ فيها وصفُ السَّيِّد عبدالقادر
بـ"فخر السَّادة الأشراف المُحترمين"، ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"،
وتلقيبهُ بـ"جلبي".
وكذلكَ والدهُ فقد وُصِفَ بـ"فخر
السَّادات وخلاصة الخلاصات"، ونُعِتَ بـ"السَّيِّد"،
ولُقِّبَ بـ"جلبي".
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّتِ المحاكِمِ الشَّرعيَّة العُثمانيَّة، تتعلَّق بأحد أفراد آل الحصني([20])،
وقد ولي بعضُهم نقابة الأشراف بدمشق، وأيضاً آل السَّفرجلاني([21])
بدمشق، مُؤرَّخة في سنة خمس وتسعين ومائة وألف (1195)، قال عنهُم ـ يعني آل الحصني
ـ المُؤرِّخُ الدِّمشقيُّ الدُّكتور الصَّوَّاف: "مِنْ أُسَرِ دِمشقَ القديمة
والشَّهيرة بالعِلْمِ والشَّرف".
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهد مِن نصِّ الوثيقة:
((... أقرَّ فخر الأشراف السَّيِّد تقيُّ
الدِّين جلبي ابن المرحوم السَّيِّد حسن جلبي الحصنيّ بالوكالة الشَّرعيَّة عن
الأختين رحمة قادن وخديجة قادن بنتي المرحوم محمَّد أفندي سفرجلاني زاده
وعن الحرمة خديجة قادن بنت عمر جلبي ابن محمَّد جلبي سفرجلاني زاده ....
عبدالغني بشه ابن الحاج حسين القهوجي وحسن بشه بن علي البنِّي ...
مع مفخر الأماثل المحترمين علي جلبي ابن المرحوم مفخر الأماجد حسن جلبي
سفرجلاني زاده ... من علي جلبي ...))
يُلاحَظُ في نصِّ الوثيقة أعلاه وصفُ تقيِّ
الدِّين بـ"فخر الأشراف"، ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"،
وتلقيبهُ بـ"جلبي"، وكذلكَ والده فقد نُعِتَ بـ"السَّيِّد"،
ولُقِّبَ بـ"جلبي".
ويُلحَظُ تلقيبُ محمَّد السَّفرجلانيّ والد
الأختين رحمة وخديجة بـ"أفندي"، بينما لُقِّبَ عمر السَّفرجلانيّ
ووالده محمَّد بـ"جلبي"، وكذا الحال مع عليّ السَّفرجلانيّ
ووالده حسن حيثُ لُقِّبَ كُلٌّ منهما بـ"جلبي"، ووصِفَ عليّ
بـ"مفخَرِ الأماثل المحترمين" ووالدهُ بـ"مفخر الأماجد"،
ولَمْ يُنعَتْ أيٌّ مِنْهُم بالسِّيادةِ والشَّرف.
وتقيُّ الدِّين بن حسن الحصنيّ صاحِبُ الوثيقة
هو الجدُّ الأعلى لآل تقيِّ الدِّين الحصني في دمشق، والَّذين يُعرفون اليوم بـ"آل
تقيّ الدِّين"، وكانَ تقيُّ الدِّين المذكور مِنْ أفاضِلِ عُلماء أهلِ
السُّنَّة في دمشق، وكانت وفاتُهُ فيها سنة عشرينَ ومائتين وألفٍ هجريَّة (1220)،
وولدهُ حسن بن تقيّ الدِّين، العالم الفقيه، مفتي دمشق، ونقيبُ أشرافها، وكانت
وفاتهُ سنة أربعٍ وستِّين ومائتين وألف هجريَّة (1264)، وولده أحمد بن حسن، مفتي
دمشق، ونقيب أشرافها، وكانت وفاتهُ سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف هجريَّة (1251)
وحفيدهُ محمَّد صالح بن عبدالقادر بن أحمد، نقيب أشراف القدس، ونقيب أشراف دمشق،
وكانت وفاتهُ سنة عشر وثلاثمائة وألف هجريَّة (1310)، وحفيدهُ محمَّد أديب بن
محمَّد بن محمَّد صالح، العالم الفقيه المُؤرِّخ، نقيب أشراف الشَّام، وصاحبُ
الكتاب الشَّهير "منتخباتِ التَّواريخ لمدينة دمشق"، وكانت وفاتهُ سنة
ثلاث وستِّين وثلاثمائة وألف هجريَّة (1363).
ـ وثيقة شرعيَّة أُخرى لآل
الحصني مِنْ سجلاَّتِ المحاكِمِ الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، مُؤرَّخة سنة
ثمانٍ وثلاثين ومائة وألف (1138):
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهدِ مِن نصِّ الوثيقة:
((... أبقى سيِّدنا المولى ... وظيفة التَّولية
والنَّظر على أوقافِ بني الحصنيّ ووقف خان الكشك ... بيد مفخر الأفاضل والأشراف
الكرام السَّيِّد يحيى جلبي ابن المرحوم مفخر الفضلاء المُكرَّمين السَّيِّد
محمَّد جلبي الحصنيّ ... مفخر المشايخ الكرام السَّيِّد عبدالرَّحمن بن
المرحوم مفخر المشايخ المُكرَّمين السَّيِّد مُحبّ الدِّين الحصنيّ بعد دعوى السَّيِّد
عبدالرَّحمن المذكور ... من السَّيِّد يحيى جلبي المرقوم ... بعد
شكايته عليه لحضرة الدُّستور المُكرَّم عثمان باشا محافظ الشَّام سابقاً ... السَّيِّد
يحيى جلبي المذكور ... السَّيِّد عبدالرَّحمن المذكور ... كونه أرشد
مِنَ السَّيِّد يحيى جلبي المرقوم ... بيد السَّيِّد يحيى جلبي المرقوم
...))
يُلاحَظُ في نصِّ الوثيقة أعلاه وَصْفُ
السَّيِّد يحيى الحصني بـ"مفخر الأفاضل والأشراف الكرام"،
ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"، وتلقيبهُ بـ"جلبي"،
ووَصْفُ والده بـ"مفخر الفضلاء المُكرَّمين"، ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"،
وتلقيبهُ بـ"جلبي".
ويُلاحَظُ أيضاً وصْفُ عبدالرَّحمن بـ"مفخر
المشايخ الكرام"، ووصْفُ والده بـ"مفخر المشايخ المُكرَّمين"،
ونَعْتُ كُلٍّ منهما بـ"السَّيِّد"، ولَمْ يُلقَّبْ أيٌّ منهما
بـ"جلبي" بخلافِ يحيى الَّذي لا يُذكَرُ في أيِّ موضعٍ إلاَّ مُلقَّباً
بـ"جلبي".
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّت المحاكِمِ الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بأحد أفراد أُسْرَة
آل الحواصليّ([22])
بدمشق، مُؤرَّخة سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف هجريَّة (1231)، قال عنهُم
المؤرِّخُ الدِّمشقيُّ الدُّكتور الصَّوَّاف: "مِنْ أُسَرِ دمشقَ القديمة في
حيِّ (العقيبة) اشتهِرَ أبناؤها بالفضلِ والصَّلاح، وهُم مِنْ ذُريَّة الإمام
الحسين بن عليّ".
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((... اشترى السَّيِّد محمَّد جلبي ابن
المرحوم السَّيِّد محمَّد الحواصلي، الوصيُّ الشَّرعيُّ على عمِّهِ
السَّيِّد صالح بن السَّيِّد بكري الحواصليّ المُختلُّ العقل العاجزُ عنِ
الكَسْب، بموجب حجَّة الوصاية الصَّادة مِنْ قِبَلِ نائب المولى الهُمام
المُوقِّعُ أعلاه المُؤرَّخة في سابعِ شهر تاريخهِ أدناه بمالهِ لنفسهِ مِنَ
السَّيِّد محمَّد صالح بن الحاجّ صالح الكرديَّة ...))
يُلاحَظُ في نصِّ الوثيقة أعلاه نَعْتُ صاحِبِ
الوثيقة محمَّد الثَّاني بـ"السَّيِّد"، وتلقيبهُ بـ"جلبي"،
ونَعْتُ والدهِ محمَّد الأوَّل بـ"السَّيِّد".
وكذلك نَعْتُ عمِّهِ صالح وجدِّهِ ـ يعني جدَّ
محمَّد الأوَّل ـ كُلٌّ منهما بـ"السَّيِّد".
ويُلحَظُ نعتُ محمَّد صالح الكرديَّة بـ"السَّيِّد"
ونعتُ والدهِ صالح بـ"الحاجّ"، ممَّا يُرشِدُ أنَّ أُمَّ محمَّد
صالح مِنَ الأشراف، لذلكَ لَمْ يُنعَتْ والدهُ بالسِّيادة.
وأمَّا آل الحواصلي؛ فالمشتهر مِنهم بهذهِ
النِّسْبَة هو جدَّهُم الأعلى خليفة بن مصطفى النَّشَّار الحمويّ الشَّهير بابن قرط،
لا محيي الدِّين بن محمَّد ـ المذكور في الوثيقة ـ ابن بكري ـ المذكور في الوثيقة
ـ كما توهَّمَ بعضُ الباحثين، وبكري المذكور هو ابن مصطفى بن خليفة هذا، وهو
صاحِبُ الوقفِ عليهم، وكانَ بعضُ الباحثين قد توهَّمَ أنَّ محيي الدِّين ـ وهو أخو
محمَّد صاحب الوثيقة ـ ابن محمَّد هو أوَّلُ مَنِ اشتُهِرَ بنِسْبَةِ الحواصليّ
ممَّا دعا الدُّكتور المُؤرِّخِ محمَّد شريف الصَّواف أن ينقُلَ هذا الكلام على
عُهْدَتِهم([23])،
وكما تَلْحَظُ في الوثيقة أنَّ النِّسْبَةَ أقدَمُ مِن مُحيي الدِّين، فقد نُعِتَ
بها أخوهُ محمَّد ووالدهُ وعمُّهُ وجدُّه.
وكانَ جدُّهُم مصطفى الحمويُّ نشَّار خشبٍ،
وبعدهُ ولدهُ خليفة الحواصليّ الَّذي كانَ ثريًّا وأوقَفَ أوقافاً على ذريَّتهِ
مِنْ بعده، والحواصليُّ نِسْبَة إلى (حاصِلِ الخَشَب)، قال القاسميُّ في
"قاموس الصِّناعات الشَّاميَّة": الحواصليُّ اسم لِمَنْ يبيعُ آلاتِ
النِّجارة، مِنْ خَشَبٍ ودَفٍّ وطبَقٍ وأساطين، والمحلُّ الَّذي تُباعُ فيهِ هذهِ
الأشياء يُسمَّى (الحاصل)، وبالجملة فهذهِ الحِرْفَةُ تُثْري؛ لكونِ الحواصليّ
يشتري الغيضة بما فيها مِنَ الأخشاب ويجدُ بذلكَ بركةً عظيمة.([24])
والعقب مِنْ خليفة الحواصليّ في ولدهِ مُصطفى،
ومنهُ في عُثمان أعقبَ ثُمَّ انقرض، وعُمر؛ والبقيَّة مِنْ ولده في محمود الشَّهير
بالكُتُبيّ بِهِ يُعْرفُ ولده بدمشقَ فيقال لهُم: آل الكُتُبيّ، وهو ابن حسن
القاوقجيّ ابن عمر الحواصليّ المذكور.
ومِنْ بكريّ بن مُصطفى الحواصليّ، المذكور في الوثيقة،
وكانَ لهُ ولدين: محمَّد، وصالح، المذكورانِ في الوثيقة، أمَّا صالح؛ فأعقَبَ
ثُمَّ انقرض، وولدَ محمَّد بن بكري أحدَ عشر ولداً، ستّ إناثٍ، وخمسة ذكور: محمَّد
ـ صاحِبُ الوثيقة ـ، وبكري، وإبراهيم، ومحيي الدِّين، وعبدالرَّزَّاق، درجَ الأخير
وأعقبَ إخوتهُ الأربعة، وإبراهيم هو جدُّ آل دامسَ الحواصليّ.
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّتِ المحاكِمِ الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بأحدِ أفراد آل
الحكيم([25])
بدمشق، مُؤرَّخة في سنة سبع وثلاثين ومائة وألف هجريَّة (1137):
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((قرَّر مولانا وسيِّدنا المولى الهُمام
المُشار إليه حامِلَ هذا الكتاب مفخر السَّادة الأشراف السَّيِّد إبراهيم جلبي
ابن الشَّيخ محمَّد ابن الحكيم في كتابة الصُّكوكِ الشَّرعيَّة والعُرفيَّة
وقيدها في محكمة الصَّالحيَّة دمشق وأذنَ لهُ في ذلك على طريق العفَّة والدِّيانة
والاستقامة لكمال أهليَّتهِ ...))
يُلاحظُ في متنِ الوثيقة أعلاه وصْفُ إبراهيم
الحكيم بـ"مفخر السَّادة الأشراف" ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"،
وتلقيبهُ بـ"جلبي"، وأمَّا والدهُ فنُعِتَ بـ"الشَّيخ"،
ولَمْ يتبيَّن لي هل صاحبُ الوثيقة ينتسبُ إلى الشَّرفِ مِنْ جهةِ الآباء أم مِنْ
جهة أُمِّهِ؟ فلا يلزم مِنْ نَعْتِ والدهِ بـ"الشَّيخ" عدَمُ
انتسابهِ إلى الأشراف؛ لاستطراد الوثائقِ العُثمانيَّة بنَعْتِ مَنْ كانَ مِنَ
العُلماء بـ"الشَّيخ" للأشراف وغيرهم كما سيلاحظُ في وثائقَ تأتي
في محلِّها، واللهُ العالم.
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّت المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بأحد أفراد آل الدُّقر([26])
بدمشق، مُؤرَّخة سنة ثلاثة عشر وثلاثمائة وألف هجريَّة (1313)، قال عنهُم
المُؤرِّخُ الدِّمشقيُّ الدُّكتور الصَّوَّاف: "مِنِ الأُسَرِ القديمة
الشَّهيرة بالعِلْمِ والفضل".
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((مُحاسَبَةُ سليم أفندي ابن المرحوم سعيد
أفندي ابن المرحوم السَّيِّد أحمد جلبي الدّقر، مِنْ سُكَّان محلَّةِ القنوات،
ومِنْ تبعةِ الدَّولة العليَّة العُثمانيَّة، الوصيُّ الشَّرعيُّ على أولاد شقيقه
المرحوم السَّيِّد محمَّد جلبي الدّقر، المُتوفَّى قبل تاريخه وهُم: محمَّد
شكري وعثمان وتوفيق القاصرين عن درجة البلوغ ...))
يُلاحَظُ في هذهِ الوثيقة أنَّ سليم الدّقر
ووالده لُقِّبَ كُلٌّ منهما بـ"أفندي" ولَمْ يُنعت أيٌّ منهما
بـ"السَّيِّد"، بخلافِ شقيق سليم ـ محمَّد الدّقر وجدِّهما أحمد،
فقد نُعِتَ كُلٌّ منهما بـ"السَّيِّد" ولُقِّبا بـ"جلبي".
ـ وفي وثيقة أُخرى
مُؤرَّخة سنة سبعٍ وثلاثين ومائتين وألف هجريَّة (1237) وردَ فيها:
((... ادَّعى مفخر الأشراف المُكرَّمين
السَّيِّد خليل جلبي بن المرحوم السَّيِّد مُصطفى جلبي الدّقر ...))
ـ وفي أُخرى مُؤرَّخة
بنفس تاريخ سابقتها، وتتعلَّقُ بنفس الشَّخص صاحب الوثيقة السَّابقة، ورد فيها:
((... نصَّبَ مولانا القاضي ... مفخر
الأشراف السَّيِّد خليل جلبي بن المرحوم مصطفى جلبي الدّقر وصيًّا شرعيًّا على
أولاد أخيه المرحوم السَّيِّد عبدالله جلبي بن المرحوم السَّيِّد مصطفى جلبي
الدّقر ...))
ـ وفي أُخرى مُؤرَّخة
سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف هجريَّة (1241)، تتعلَّقُ بالشَّخص عينه المذكور في
الوثيقة السَّابقة، وَرَدَ فيها:
((مخلَّفات المرحوم السَّيِّد خليل جلبي ابن
المرحوم السَّيِّد مصطفى الدّقر المنحصر إرثه في أولاده وهم: السَّيِّد
أمين والسَّيِّد محمَّد والشَّريفة خانزاده وحسن وحسين بشهادة السَّيِّد
عبدالغني بن المرحوم عبدالله الدّقر والسَّيِّد محمَّد صالح بن المرحوم عبدالله
الدّقر ...))
وكما يُلاحظُ فإنَّ البعض مِنْ آل الدّقر قد وصِفُوا
بـ"مفخر الأشراف"، ونُعِتُوا بـ"السَّيِّد"،
ولُقِّبوا بـ"جلبي".
والحال أنَّ آل الدُّقر ـ وهُم أُسرة علميَّة
جليلة في دمشق ـ لَمْ يُشتَهَر عنهم السِّيادة والشَّرف، قال الدُّكتور محمَّد
شريف الصَّوَّاف: وقد خاطبتهُم الوثائق القديمة بالشَّرف ممَّا يدلُّ على انتسابهم
إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.([27])
قلتُ: نعم يُلاحظُ في الوثائقِ الشَّرعيَّة
القديمة مُخاطبةُ جمعٍ مِنهم بالسِّيادة والشَّرف كما نقلناهُ أعلاه، ولعلَّ
شرفَهم أو شرفَ بعضهم منشؤهُ الأمَّهات، فهذهِ الأسرة مِنْ أعيان الأُسَرِ الدِّمشقيَّة
وخرجَ منها كثير مِنَ العُلماء والفضلاء والأعيان، ومِنَ الطَّبيعيّ أن يكونَ لها
مُصاهراتٌ مع أُسَرٍ مِنَ الأشراف، واللهُ أعلم.
فمن فضلاء هذه الأُسرة العلاَّمة الكبير
الشَّهير المُسْند المُدرِّس الشَّيخ عبدالغنيّ الدُّقر، المولود في دمشق سنة
(1335هـ) والمُتوفّى بها سنة (1424هـ) عن تسعٍ وثمانين عاماً، أخذَ عن كبار عُلماء
عصره وأفاضل دهره، منهم: محدِّثُ الشَّام الشَّيخ محمَّد بدر الدِّين الحسنيّ
الدِّمشقيّ، وسمعَ منهُ أسانيدهُ، ولهُ ثبتٌ اسمه "غنيمة العُمْرِ بأسانيد
الشَّيخ عبدالغنيّ الدُّقر"، والعَبدُ الفقير كاتبُ هذهِ السّطور يروي عنهُ
بواسطة شيخه العلاَّمة الكبير الشَّهير المُسند السَّيِّد محمَّد الحُسين
الحُسينيّ الجلاليّ الحائريّ([28])
أدامَ اللهُ أيَّامَ سعدهِ باليُمنِ والبركة ووفَّقني لخدمتهِ وأداءِ حقِّهِ
بمحمَّد وآلهِ الطَّاهرين صلواتُ اللهِ عليهم أجمعين.([29])
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّت المحاكِم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بأحد أفراد آل ديروان([30])
بدمشق، مُؤرَّخة سنة ستٍّ وخمسين ومائة وألف (1156)، قال عنهُم المُؤرِّخ
الدِّمشقيُّ الدُّكتور الصَّوَّاف: "مِنَ الأُسَرِ القديمة الشَّهيرة
بالشَّرف في حيِّ الأمينِ بدمشق. أصلُ أُسْرَتِهم مِنْ بلدةِ جُبَعَ في جَبَلِ
عامل، وأوَّل مَنْ قَدِمَ دمشقَ مِنْ أجدادهم السَّيِّد تاجُ الدِّين أبو الحَسَن
بن نور الدِّين عليّ المُوسَويّ الحُسينيّ العامليّ".
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهد مِن نصِّ الوثيقة:
(( ... اشترى مفخر السَّادة الأشراف الكرام
خلاصة آل طه وياسين الفخام السَّيِّد الشَّريف أحمد بن المرحوم فخر السَّادة
الأشراف المُكرَّمين السَّيِّد مصطفى بن فخر الأشراف السَّيِّد محمَّد بن مفخر
السَّادات العظام السَّيِّد أبو الحسن الحسيني الشَّهير بابن دروان بماله
لنفسه مِنَ الحاجّ عبدالكريم بن المرحوم الحاجّ رضا حمُّود، فباعه ما هو ...))
يُلاحظُ في هذه الوثيقة وَصْفُ السَّيِّد أحمد
بـ"مفخر السَّادة الأشراف الكرام" و"خلاصة آل طه
وياسين الفخام" ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"، ووَصْفُ
والدهِ بـ"فخر السَّادة الأشراف"، ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"،
ووَصْفُ جدِّهِ بـ"فخر الأشراف" ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"،
ووَصْفُ جدِّ أبيه السَّيِّد أبو الحَسَن بـ"مفخر السَّادات العظام"
ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد".
ويُلاحَظُ أيضاً ذِكْرُ نِسْبَتِهِ الشَّريفة
"الحُسَيْنيّ" الدَّالَّة على نَسَبِهِ، ثُمَّ إتباعُها بـ"الشَّهير
بابن دروان" وهي الشُّهرةُ الَّتي عُرِفَ بها السَّيِّد أحمد المذكور،
وغَلَبَتْ عليه وعلى بني عمِّهِ وأولادهم مِنْ بعدهم، فكِلا النِّسْبَتَين "الحُسَيْني"
و"الشَّهير بابن دروان" تعود إلى المُخاطبِ الأوَّلِ في الوثيقة
وهو صاحبها السَّيِّد أحمد؛ لأنَّهُ هو المشهور بهذهِ النِّسْبَة، ففي إحدى تَملُّكاتهِ
على بعضِ المخطوطاتِ التَّابعة لمكتبة السَّيِّد مُحسن الأمين الحُسينيّ المحفوظة
في قسم المخطوطات والوثائق في الجمعيَّة المُحسنيَّة بدمشق نَقرأ اسمهُ ونَسَبهُ
هكذا: "أحمد بن مصطفى بن محمد شمس الدين بن أبو الحسن العالم بن نور الدين
الموسوي المعروف بابن دروان"، وسنَعْرضُ صورتها في معرضِ ترجمتهِ قريباً
بمشيئة اللهِ تعالى.
وسنذكُرُ في ترجمتهِ بعونِ اللهِ تعالى ما
تحصَّلَ عندنا مِنْ مصادِرَ مطبوعة ومخطوطة ذكرتهُ وترجمتْ لهُ، وسنعرِضُ صوراً
ضوئيَّة لكُلِّ مصدرٍ نُحيلُ عليه، المطبوعُ مِنها والمخطوط بتوفيقِ اللهِ تعالى.
ـ وثيقة شرعيَّة ثانية
مِنْ سجلاَّت المحاكِم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بآل ديروان، وهي
للسيِّد أحمد الآنف الذِّكْر، مُؤرَّخة سنة أربع وتسعين ومائة وألف الهجريَّة
(1194):
صُورةُ الوثيقة:
محلُّ الشَّاهد مِن نصِّ الوثيقة:
((... اشترى السَّيِّد أحمد بن السَّيِّد
مصطفى الشَّهير بابن دروان، بمالهِ لنفسهِ مِنَ الحاجّ حسن ومِنْ أُخته شقيقته
الحُرمَة خديجة المرأة الكاملة، ولدي عمر المرجي ومِنْ الحُرمة زينب بنت حسين والية
المرأة الكاملة فباعوه، فالبائع الأوَّل والثَّانيَّة بائعان عن نفسيهما أصالةً
والبائعة الثَّالثة بائعة عن نفسها أصالةً ومنصوبةً وصيٍّا شرعيَّة بهذا الخصوص
مِنْ قِبَلِ الحاكم المُومى إليه على ابنتها مِنْ بعلها المرحوم أحمد بن عمر
المرجي المزبور ...))
يُلاحظُ في نصِّ الوثيقة أعلاه نَعْتُ
السَّيِّد أحمد ووالدهِ كُلٌّ منهما بـ"السَّيِّد"، بخلافِ آل
المرجي.
وآل المرجي هؤلاء أُسرة دمشقيَّة معروفة،
يُعرفون اليوم بـ"آل المرجة"، وبعضهم يُعرفُ بآل القصَّار
و"القصَّار بني المرجة" أيضاً، وفرع آخر منهم عُرفَ بـ"آل بركات"
نِسْبَةً إلى أحدِ أجداده وهو الشَّيخ الحافظ محمَّد بركات القصَّار بني المرجة،
مِنْ تلامذةِ المحدِّثِ الشَّهير الشَّيخ محمَّد بدر الدِّين الحسنيّ الدِّمشقيّ([31]).
وكان أسلافُ هذهِ الأُسْرَة يمتهنون قصر القماش
ـ أي تبييضه ـ ومِنْ ثُمَّ ينشرونهُ في أرضٍ مُعشبةٍ غربيّ دمشقَ كانت تُعرفُ
بـ"المرجة"، وكان فيها عين ماء تُعرفُ بـ"عين القصَّارين"،
فمِن ههنا جاءت نسبَتهُم([32]).
ـ وثيقة ثالثة مِن
سجلاَّت المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، لآل ديروان بدمشق، تتعلَّقُ
كسابقتيها بالسَّيِّد أحمد الآنف الذِّكْر، مُؤرَّخة سنة ثمانٍ وتسعين ومائة وألف
هجريَّة (1198):
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
(( ..... استأجر واستحكر السَّيِّد أحمد
جلبي بن المرحوم السَّيِّد مصطفى دروان، لنفسهِ أصالةً، وبالوكالة الشَّرعيَّة
عن شقيقاتهِ الثَّلاث وهُنَّ الشَّريفة مريم والشَّريفة آمنة والشَّريفة رقيَّة
وعن والدتهِ الشَّريفة خديجة بنت السَّيِّد إسماعيل نظام المرأة الكاملة،
الثَّابتة وكالتهُ عنهُنَّ في ذلك وتوابعهِ وفي سائر ما يأتي فيه لديه بشهادة
السَّيِّد إبراهيم جلبي ابن السَّيِّد أحمد الغنّ والسَّيِّد حسن بن السَّيِّد
يحيى العلاَّف ومصطفى بشه ابن السَّيِّد علي الحلو، بمالهِ ومال الموكِّلات ....
مِنَ محمَّد آغا ابن المرحوم الشَّيخ عبدالرَّحمن الموصليّ، النَّاظر الشَّرعيّ
على وقف جدِّهِ المرحوم الشَّيخ أبو بكر الموصليّ، بموجب التَّقرير ...... ومنتقل
ذلك إليهم بالإرث الشَّرعيّ عن والد الإخوة بعل والدتهم الشَّريفة خديجة
المرقومة هو السَّيِّد مصطفى دروان المرقوم أعلاه والبعض بالشِّراء
الشَّرعيّ للسيِّد أحمد المُستأجِر المزبور ...))
يُلاحظُ في هذهِ الوثيقة نَعْتُ كُلٍّ مِنَ
السَّيِّد أحمد ووالدهِ بـ"السَّيِّد"، وكذلكَ جدُّهُ لأُمِّهِ
السَّيِّد إسماعيل نظام، وتلقيب السَّيِّد أحمد بـ"جلبي".
ويُلاحظُ أيضاً نَعْتُ شقيقاتِ السَّيِّد أحمد
ووالدتهِ كُلٌّ مِنهُنَّ بـ"الشَّريفة".
وكذلكَ نُعِتَ بالسِّيادة السَّيِّد إبراهيم
الغن ووالدهُ السَّيِّد أحمد، ولُقِّبَ الأوَّلُ بـ"جلبي"، وآل
الغن أُسرة صغيرة دمشقيَّة قديمة مِنَ السَّادة في حيّ الأمين بدمشق (حي الخراب
سابقاً)([33])
كادت تنقرض.
وكذلك نُعِتَ حسن العلاَّف ووالده يحيى
بالسِّيادة، ولا أعرفُ عن هذهِ الأُسرة شيئًا مِن حيثُ نسبها، وفي محلَّة
القيمريَّة اليوم أُسرة سُنيَّة تُعرفُ بآل العلاَّف لا أدري إن كان ثمَّة رابط
بين المذكور في الوثيقة وبينها.
ـ وثيقة شرعيَّة رابعة مِن
سجلاَّت المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، لآل ديروان في دمشق، تتعلَّقُ
كسابقاتها بالسَّيِّد أحمد المذكور، مُؤرَّخة سنة اثنتي عشر ومائتين وألف هجريَّة (1212):
صورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
(( .... اشترى مفخر السَّادة الأشراف
المُكرَّمين السَّيِّد أحمد جلبي بن المرحوم السَّيِّد مصطفى جلبي دروان،
بماله لنفسه مِنَ السَّيِّد يحيى بن السَّيِّد حسن الزُّهيري النَّاظر
الشَّرعي على وقف جدِّهِ الشَّيخ رجب بن الشَّيخ محمَّد المعصراني بموجب التَّقرير
...))
يُلاحظُ في هذه الوثيقة أنَّ السَّيِّد أحمد وصِفَ
بـ"مفخر السَّادة الأشراف المُكرَّمين" ونُعِتَ بـ"السَّيِّد"
ولُقِّبَ بـ"جلبي"، ونُعِتَ والدهُ بـ"السَّيِّد"
ولُقِّبَ بـ"جلبي".
ويُلاحظُ أنَّ البائعَ يحيى بن حسن الزُّهيريّ
نُعِتَ هو ووالدهُ كلٌّ مِنهُما بـ"السَّيِّد"، وقد وقفتُ على
عدَّة وثائق في سجلاَّت المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق لأفرادٍ مِنْ هذه
الأُسرة "الزُّهيريّ" تنعتُهم جميعاً بالسِّيادة وتصفهُم
بـ"فخر السَّادة الأشراف" ونحوه، وتُلقِّبهُم بألقابِ التَّعظيم
والتَّفخيم كـ"جلبي"، إلاَّ أنَّ هذهِ النِّسْبَةَ "الزُّهيريّ"
لا يُسْمَعُ لها ذكرٌ اليومَ في دمشق، وكأنَّ هذهِ الأُسرة قد انقرضت، أو تبدَّلت
نِسْبتُها، واللهُ أعلى وأعلم.
ـ وثيقة خامسة مِن
سجلاَّت المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، لآل ديروان بدمشق، تتعلَّقُ
بالسَّيِّد عليّ وشقيقته الشَّريفة رقيَّة ولدي السَّيِّد أحمد الآنف الذِّكر،
مُؤرَّخة سنة سبع عشرة ومائتين وألف هجريَّة (1217):
صورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نَصِّ الوثيقة:
(( ... استأجر المدعو يوصف ولد عبد سالم
النَّصرانيّ بماله لنفسه مِنَ السَّيِّد علي جلبي ابن المرحوم السَّيِّد أحمد
دروان، الوكيل الشَّرعيُّ عن شقيقته الشَّريفة رقيَّة، البِكرُ البالغ،
الثَّابتةُ وكالتهُ عنها في ذلك وتوابعه وفي سائر ما يأتي فيه لديه بشهادة خالها
السَّيِّد مصطفى بن السَّيِّد يحيى الغن، وعبدالغني بن الحاج بكري عثمان، العارفين
بها ثُبوتاً شرعيًّا...))
يُلاحظُ في نصِّ الوثيقة نَعْتُ السَّيِّد
عليٍّ ووالدهِ كُلٌّ منهما بـ"السَّيِّد"، وتلقيبُ الأوَّلِ
بـ"جلبي"، ونَعْتُ شقيقتهِ رقيَّة بنت السَّيِّد أحمد بـ"الشَّريفة".
ويُلاحَظُ أنَّ السَّيِّد أحمد لَمْ يُلقَّب
بـ"جلبي"، واكتُفِيَ بِنَعْتِهِ بـ"السَّيِّد".
ـ وثيقة شرعيَّة سادسة مِن
سجلاَّت المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، لآل ديروان بدمشق، تتعلَّقُ
بورثة السَّيِّد أحمد المذكور آنفاً، مُؤرَّخة في سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف
هجريَّة (1221):
صورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهد مِنْ نصِّ الوثيقة:
القسم الأوَّل:
((.... والوصيَّة الشَّرعيَّة على أولادها
الثَّلاث الَّذين رزقُهم مِنْ بعلها المرحوم السَّيِّد أحمد دروان ابن
السَّيِّد مصطفى وهم طالب ومحمَّد وخديجة القاصرين عن درجة البلوغ ....
بشهادة شقيق الموكِّلة السَّيِّد أحمد وبعلها السَّيِّد يُوسف بن السَّيِّد
إبراهيم الغن ... مِنْ أخي القاصرين لأبيهم السَّيِّد عليّ ومِنَ السَّيِّد
صادق بن السَّيِّد محمَّد صالح .... والثَّاني عن شقيقتي البائع ....))
يُلاحظُ في القسم الأوَّل مِنْ نصِّ الوثيقة
أعلاه نعتُ السَّيِّد أحمد ووالدهِ بالسِّيادة، وكذلكَ ولدهُ السَّيِّد عليّ وهو
أخو الإخوة القاصرين لأبيهم، وسيأتي في القسم الثَّاني مِنَ الوثيقة اسم شقيقتي
البائع ونَعْتُ كلٍّ منهما بـ"الشَّريفة".
ويُلاحَظُ عدَمُ تلقيب السَّيِّد أحمد ووالدِهِ
بـ"جلبي"، وكذلكَ لَمْ يُلقَّب ولدهُ السَّيِّد عليّ بـ"جلبي"
كما في الوثيقة السَّابقة.
ويُلاحظُ أيضاً نَعْتُ أحمد شقيق والدة الإخوة
القاصرين بـ"السَّيِّد"، وكذلك نَعْتُ السَّيِّد يوسف الغن
ووالدهِ بالسِّيادة، وهو الَّذي تزوَّجَ والدة الإخوة القاصرين بعد وفاةِ والدهم
السَّيِّد أحمد دروان.
وكذلك نُعتَ السَّيِّد صادق صالح ووالده
السَّيِّد محمَّد بالسِّيادة، وآل صالح أُسرة دمشقيَّة قديمة في حيِّ الأمين
بدمشق، أصلها من قرية "حوشبا" في الهرمل من أعمال بعلبك، وهي أُسرة
هاشميَّة عبَّاسيَّة من ذريَّة إسماعيل بن الأمير عيسى بن موسى بن محمَّد الكامل
بن عليّ السَّجَّاد بن عبدالله بن العبَّاس رضي الله عنهما، منهم العالم الفاضل
النَّسَّابة السَّيِّد أبو العبَّاس عبدالحميد الهاشميّ العبَّاسيّ الرَّاوي عن
السَّيِّد ابن عنبة، وهو صاحبُ نُسْخَة كتاب "المُشجَّر الشَّريف الحاوي في
الأنساب"، وكان فراغهُ مِنْ نَسْخِهِ وضَبْطِهِ والتَّذييل عليه سنة خمس
وثمانمائة هجريَّة (805)، وهو والد العلاَّمة الأجلِّ السَّيِّد فخر الدِّين
الهاشميّ واسمه عثمان ويُكنَّى بأبي عمرو، وولده العلاَّمة السَّيِّد نور الدِّين
عليّ بن فخر الدِّين تلميذ الشَّيخ الشَّهيد الثَّاني زين الدِّين بن عليّ العامليّ،
ومن هذا البيت جدَّتي لوالدي وهي كريمة السَّيِّد مهدي صالح الهاشميّ.
تتمَّة الوثيقة القسم الثَّاني:
(( ... البائع الأوَّل هما الشَّريفة نفيسة
والشَّريفة رقيَّة المرأتين الكاملتين الثَّابتة وكالته عنهما في ذلك وتوابعه
بشهادة السَّيِّد إبراهيم بن السَّيِّد محمَّد نور الدِّين والسَّيِّد عليّ بن
السَّيِّد إبراهيم الغن العارفين بهما ثبوتاً شرعياً ...))
هُنا ذكر ابنتي السَّيِّد أحمد دروان المذكور،
وهما شقيقتا السَّيِّد عليّ لأبيه وأُمِّه، وأختا الإخوة القاصرين لأبيهم
السَّيِّد أحمد، وقد نُعِتَتْ كُلٌّ منهما بـ"الشَّريفة".
ويُلاحظُ في الوثيقة أعلاه ذكر السَّيِّد
إبراهيم نور الدِّين، وهو مِن رهط السَّيِّد أحمد دروان المذكور، من ذريَّة جدِّه
الثَّاني السَّيِّد أبي الحسن المذكور في الوثيقة الأولى.
فهو: السَّيِّد إبراهيم بن السَّيِّد محمَّد بن
السَّيِّد إبراهيم بن السَّيِّد أبي الحسن الحُسينيّ المُوسويّ.
وقد نُعِتَ السَّيِّد إبراهيم ووالده
بالسِّيادة أيضاً، وكذلك السَّيِّد علي بن السَّيِّد إبراهيم الغن.
وفي هذا المقطع من تتمَّة الوثيقة السَّابقة:
((... متروكات ومخلَّفات بعل الموكِّلة الأولى
والد الفريق الثَّاني وموكِّلتي الفريق الثَّالث السَّيِّد أحمد بن السَّيِّد
مصطفى دروان ...))
يُلاحظُ أنَّ السَّيِّد أحمد ووالده السَّيِّد
مصطفى لا يُذكران في أيِّ موضعٍ إلاَّ بنعتِ السِّيادة، ولَمْ يُلقَّب أيٌّ منهما
بـ"جلبي" في أيِّ موضعٍ مواضِعِ الوثيقة كانَ لَهُما ذِكْرٌ فيه.
ـ وثيقة شرعيَّة سابعة مِن
سجلاَّت المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، لآل ديروان في دمشق، وهي
كسابقتها تتعلَّقُ بورثة السَّيِّد أحمد بن السَّيِّد مصطفى المذكور آنفاً، وهي
مؤرخَّة كسابقتها في سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف هجريَّة (1221):
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهد مِن نصِّ الوثيقة:
(( ... اشترى فخر السَّادة الأشراف
المُحترمين السَّيِّد علي جلبي ابن المرحوم مفخر الأشراف المُكرَّمين السَّيِّد
أحمد جلبي دروان بماله لنفسه مِنَ السَّيِّد عبَّاس بن السَّيِّد حسن الواسطيّ
ومنَ السَّيِّد صادق بن السَّيِّد محمَّد صالح فالأوَّل وكيل شرعيّ عن أخته
لأُمِّهِ الحُرمة فاطمة بنت السَّيِّد إسماعيل برغل الأصيلة عن نفسها والوصيَّة
الشرعيَّة على أولادها الثَّلاث الَّذي رزقهم مِن بعلها والد المُشتري
السَّيِّد أحمد دروان المرقوم وهم طالب ومحمَّد وخديجة ...))
يُلاحظُ في النَّصِّ أعلاه وصْفُ السَّيِّد علي
بـ"فخر السَّادة الأشراف المُحترمين"، ووصْفُ أبيه السَّيِّد
أحمد بـ"مفخر الأشراف المُكرَّمين"، ونَعْتُ كُلٍّ منهُما
بـ"السَّيِّد"، وتلقيبهما بـ"جلبي"، بخلافِ
الوثيقة السَّابقةِ الَّتي لَمْ تُلقِّب أيًّا مِنهُما بهذا اللقب.
وأمَّا طالب ومحمَّد وخديجة؛ فطالب هو النَّاظر
الشَّرعي على وقف أُمَّهِ فاطمة بنت السَّيِّد إسماعيل.
ومحمَّد ولي النَّظر على وقفِ أُمِّهِ بعد أخيه
طالب، وكانَ مِن أصحابِ العلاَّمة الفقيه الأديب الشَّاعر الشَّيخ إبراهيم بن الشَّيخ
صادق المخزوميّ العامليّ الطَّيبيّ، وذكرهُ الأخير في رسالتهِ الشَّهيرة الَّتي
وجَّهها مِنَ النَّجفِ الأشرفِ في العراق أثناء إقامته فيه إلى الأمير الشَّيخ
حُسين السَّلمان الوائليّ العامليّ حاكم (بنت جبيل) في جبلِ عامل، باسم (السَّيِّد
محمَّد دروان)([34]).
موضع آخر مِنَ الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّها:
((... شقيقتي المشتري المرقوم هُما الشَّريفة
نفيسة والشَّريفة رقيَّة ...))
وفيه نَعْتُ الشَّريفتين نفيسة ورقيَّة بنتي
السَّيِّد أحمد وشقيقتي السَّيِّد عليّ وأُختي الإخوة القاصرين طالب ومحمد وخديجة
لأبيهم؛ كُلٌّ منهما بـ"الشَّريفة".
ويُلحَظُ أيضاً ذِكْر والدهم السَّيِّد أحمد
كما في العبارة:
((... والد جهة القاصرين وموكِّلتي البائع
الثَّاني بعل الموكِّلة الأولى السَّيِّد أحمد ...))
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّت المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بأحد أفراد آل العاتكي([35])
بدمشق، مُؤرَّخة سنة خمس وأربعين ومائة وألف هجريَّة (1145):
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((... استأجر فخر السَّادة الأشراف
السَّيِّد أحمد جلبي ابن المرحوم مفخر الأشراف السَّيِّد حمدان ابن العاتكيّ،
والشَّيخ محمَّد بن الشَّيخ عليّ شيخ قرية القدم، بمالهما لنفسهما ... من فخر
الأماجد المُكرَّمين عبدالرَّحمن جوربجي ابن أحمد بشه ابن الحكيم ...))
يُلاحَظُ في هذهِ الوثيقة وصفُ السَّيِّد أحمد
العاتكيّ بـ"فخر السَّادة الأشراف"، ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"،
وتلقيبهُ بـ"جلبي"، ووصفُ أبيه بـ"مفخر الأشراف"،
ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"، بخلافِ غيرهما مِنَ المذكورين في الوثيقة
حيثُ لَمْ تصبغ عليهم أوصاف السِّيادة والشَّرف، لكونِهم مِنْ غير الأشراف، وكونِ
العاتكيّ مُشتهِراً بالشَّرف، فنلاحِظُ أنَّ عبدالرَّحمن جوربجي وصفَ بـ"فخر
الأماجد المُكرَّمين" لكونهِ مِن غير الأشراف، ولَمْ يُنعتْ بالسِّيادة،
وكذلكَ والدهُ أحمد، واكتفي بمدحهِ وتفخيمهِ بلقبِ "بشه".
ـ وثيقة شرعيَّة ثانية
مِنْ سجلاَّتِ المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ ببعض آل العاتكيّ
بدمشق، مُؤرَّخة سنة اثنين وأربعين ومائة وألف هجريَّة (1142):
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((... حاملة هذا الكتاب الشَّريفة نفيسة
خاتون بنت مفخر الفضلاء الكرام السَّيِّد أحمد جلبي ابن المرحوم مفخر الفضلاء
المُكرَّمين السَّيِّد عبدالوهَّاب جلبي ابن العاتكيّ ... عن عمَّتها المصون الشَّريفة
ستّ بنت السَّيِّد عبدالوَّهاب جلبي المذكور، بحكم فراغ وكيلها لها عن ذلك هو أخوها
السَّيِّد أحمد جلبي ... بشهادة فخر الأشراف السَّيِّد مصطفى بن السَّيِّد
عبداللطيف والشَّيخ أسعد بن الشَّيخ عبدالرَّحمن الكنعانيّ ...))
يُلاحظُ في نصِّ الوثيقة أعلاه نعتُ نفيسة
العاتكي بـ"الشَّريفة"، وتلقيبها بـ"خاتون"، ووصفُ
أبيها بـ"مفخر الفضلاء الكرام"، ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"،
وتلقيبهُ بـ"جلبي"، وكذلك جدُّها فقد وصِفَ بـ"مفخر
الفضلاء المُكرَّمين"، ونُعِتَ بـ"السَّيِّد"، ولُقِّبَ
بـ"جلبي".
ونُعِتَ أخوها أحمد بـ"السَّيِّد"،
ولُقِّبَ بـ"جلبي".
ونُعِتَتْ عمَّتُها ستّ بـ"الشَّريفة".
ويُلاحَظُ وصفُ مصطفى بن عبداللطيف بـ"فخر
الأشراف"، ونَعْتُهُ ونَعْتُ والده بالسِّيادة.
وسيأتي في الوثيقة التَّالية ذكر الشَّريفة
نفيسة هذهِ وأبيها.
ـ وثيقة شرعيَّة ثالثة
مِنْ سجلاَّت المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق لآل العاتكيّ، تتعلَّقُ
ببعضهم، وتتعلَّقُ أيضاً ببعضِ أفرادِ آل الصّماديّ([36])
مُؤرَّخة سنة اثنين وستِّين ومائة وألف هجريَّة (1162)، قال عنهُم ـ يعني آل
الصّماديّ ـ المُؤرِّخُ الدِّمشقيُّ الدُّكتور الصَّوَّاف: "مِنَ الأُسَرِ
القديمة الشَّهيرة".
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((... حضرت فخرُ المُخدَّرات المصونة
الشَّريفة بديعة قادن بنتُ المرحوم افتخار العُلماء والمُدرِّسين الكرام مولانا
السَّيِّد الشَّريف الشَّيخ عبدالقادر أفندي ابن المرحوم مفخر العُلماء والسَّادات
الشَّيخ موسى الصماديّ، المرأة الكاملة وصدَّقت لمفخر العُلماء
والمُدرِّسين خُلاصة آل طه وياسين مولانا السَّيِّد الشَّريف أحمد أفندي ابن
المرحوم مفخر السَّادات وخُلاصةُ الخلاصات السَّيِّد الشَّريف عبدالوهَّاب جلبي
العاتكيّ، الحاضر معها بالمجلس، المُشار إليه على صحَّة توكيلها السَّيِّد
عليّ بن يوسف جلبي العدويّ ... مِنَ السَّيِّد أحمد أفندي المُشار إليه ...
عندَ ابنتها مِنْ بعلها السَّيِّد أحمد أفندي المومى إليه، هي المرحومة
الشَّريفة نفيسة قادن ... ابنتها منه المرحومة الشَّريفة نفيسة قادن
المرقومة ... مِنْ قِبَلِ افتخار العُلماء والمُدرِّسين السَّيِّد أحمد فاخر أفندي
المُولَّى خلافةً بدمشق سابقاً ...))
يُلاحَظُ في نصِّ الوثيقة أعلاه وَصْفُ
الشَّريفة بديعة بـ"فخر المُخدَّرات"، وبـ"المصونة"،
ونَعْتُها بـ"الشَّريفة"، وتلقيبها بـ"قادن"،
ووصْفُ والدها بـ"افتخار العُلماء والمُدرِّسين الكرام"،
ونَعْتُهُ بـ"مولانا" و"السَّيِّد الشَّريف"
و"الشَّيخ"، وتلقيبهُ بـ"أفندي".
ووصْفُ جدِّها موسى بـ"مفخر العلماء
والسَّادات"، والاكتفاء بنَعْتِهِ بـ"الشَّيخ".
ويُلاحَظُ وصْفُ زوجها أحمد العاتكيّ بـ"مفخر
العُلماء والمُدرِّسين خُلاصة آل طه وياسين"، ونَعْتُهُ بـ"مولانا"
و"السَّيِّد الشَّريف"، وتلقيبهُ بـ"أفندي"،
وأحمد هذا هو نفسهُ المذكور في الوثيقة السَّابقة وقد وصِفَ هُناك بـ"مفخر
الفضلاء الكرام"، واكتفي بنَعْتِهِ هُناكَ بـ"السَّيِّد"،
وهُناكَ لُقِّبَ بـ"جلبي" وهُنا بـ"أفندي".
وكذلكَ والد أحمد هذا السَّيِّد عبدالوهَّاب،
فقد وصِفَ هُنا بـ"مفخر السَّادات وخُلاصةُ الخلاصات"، وهُناكَ
بـ"مفخر الفضلاء المُكرَّمين"، ونُعِتَ هُنا بـ"السَّيِّد
الشَّريف"، وهُناك اكتُفي بـ"السَّيِّد"، وبقي لهُ عينُ
اللقبِ "جلبي" كما في الوثيقة السَّابقة.
ويُلاحَظُ أيضاً ذِكْرُ الشَّريفة نفيسة
صاحبَةِ الوثيقة السَّابقة، ففي هذهِ الوثيقة هي مِنْ أهل الآخرة، وهُناكَ
لُقِّبَتْ بـ"خاتون"، وهُنا بـ"قادن"، واحتفِظَ
لها بنَعْتِها بـ"الشَّريفة".
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّتِ المحاكِمِ الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بأحد أفرادِ آل
العجلانيّ([37])
نُقباء السَّادة الأشراف بدمشق، مُؤرَّخة سنة إحدى وأربعين ومائة وألف (1141 هـ)،
قال عنهُم المُؤرِّخُ الدِّمشقيُّ الدُّكتور الصَّوَّاف: "مِنَ الأُسَرِ
الشَّريفة القديمة، الشَّهيرة بالفضل".
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((قرَّر مولانا وسيِّدنا ... حاملي هذا الكتاب فَخْرَي
الأشراف المُكرَّمين السَّيِّد يحيى والسَّيِّد عبدالوهَّاب ولدي المرحوم فخر
السَّادات السَّيِّد كمال الدِّين بن المرحوم السَّيِّد تاج الدِّين جلبي
العجلانيّ ......... عن أخويهما المرحومين السَّيِّد خليل والسَّيِّد تاج
الدِّين ........ تقرير صادر مِنْ قِبَل نصحي محمَّد أفندي المُولَّى
خلافة بدمشق سابقاً ...))
يُلاحظُ في نصِّ الوثيقة أعلاه نَعْتُ كُلٍّ
مِنْ يحيى وأخيه عبدالوهَّاب وأبيهما كمال الدِّين وجدِّهما تاج الدِّين، وأخويهما
المتوفَّيانِ خليل وتاج الدِّين بـ"السَّيِّد".
ووصِفَ السَّيِّد يحيى وأخوه السَّيِّد
عبدالوهَّاب بـ"فَخْرَيّ السَّادة الأشراف المُكرَّمين" بمعنى
أنَّ كُلَّ واحد منهما وصِفَ بـ"فخر السَّادة الأشراف المُكرَّمين".
ووصِفَ والدهُما السَّيِّد كمال الدِّين بـ"فخر
السَّادات".
ولقِّبَ جدُّهُما السَّيِّد تاج الدِّين
العجلاني بـ"جلبي"، ونُعِتَ بـ"السَّيِّد".
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّتِ المحاكِمِ الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بأحدِ أفراد أُسرةِ
آل العشّ([38])
بدمشق، مُؤرَّخة سنة ستٍّ وستِّين ومائتين وألف هجريَّة (1266)، قال عنهُم
المُؤرِّخُ الدِّمشقيُّ الدُّكتور الصَّوَّاف: "مِنَ الأُسَرِ القديمة
الشَّريفة في حيّ الخضيريَّة في الشَّاغور".
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((محاسبة السَّيِّد ياسين جلبي ابن المرحوم
السَّيِّد عبَّاس جلبي العش، الوصيّ المختار على أولاد المرحوم السَّيِّد
أحمد جلبي العش، المتوفَّى قبلَ تاريخه، وهم سعيد وعبدالله وزينب القاصرين عن
درجة البلوغ ... بحضور السَّيِّد سليم بن السَّيِّد صادق العش ...))
يُلاحظُ في نصِّ الوثيقة أعلاه نَعْتُ ياسين
العش بـ"السَّيِّد"، وتلقيبهُ بـ"جلبي"، وكذلكَ
فقد نُعِتَ والدهُ بـ"السَّيِّد"، ولُقِّبَ بـ"جلبي".
وكذلكَ نُعِتَ أحمد العش بـ"السَّيِّد"،
ولُقِّبَ بـ"جلبي".
ونُعِتَ سليم العش ووالده صادق كُلُّ منهما
بـ"السَّيِّد".
ـ وثيقة شرعيَّة ثانية مِنْ
سجلاَّت المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بأحد أفراد أُسرة آل
العش بدمشق وأيضاً بأحد أفراد أُسرة آل بايزيد([39])
بدمشق، مُؤرَّخة سنة ستٍّ وأربعين ومائتين وألف هجريَّة (1246):
صورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((... محاسبة فخر الأماثل الكرام السَّيِّد
شاكر جلبي ابن المرحوم افتخار الأماثل الفخام السَّيِّد عبَّاس العش، بالوكالة
الشَّرعيَّة عن خالته المصونة نفيسة قادن بنت المرحوم السَّيِّد سعيد صادق العش،
الوصيّ الشَّرعيّ على ولدها مِنْ بعلها المرحوم السَّيِّد عبداللطيف بايزيد
المُتوفَّى قبل تاريخه، هو السَّيِّد عمر الشَّابُّ البالغ باعترافهِ ...))
يُلاحظُ في الوثيقة أعلاه وصفُ شاكر العش
بـ"فخر الأماثل الكرام"، ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"،
وتلقيبهُ بـ"جلبي"، ووصفُ والدهِ بـ"افتخار الأماثل
الفخام" ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد".
وكذلكَ نَعْتُ سعيد صادق العش بـ"السَّيِّد"،
ونَعْتُ عبداللطيف بايزيد وولده عمر كُلٌّ منهما بـ"السَّيِّد".
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّتِ المحاكِمِ الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّق بأحد أفراد أسرة
العلمي بدمشق([40])،
مُؤرَّخة سنة أربع وأربعين ومائة وألف (1144)، قال عنهُم المُؤرِّخُ الدِّمشقيُّ
الدُّكتور الصَّوَّاف: "مِنَ الأُسَرِ الشَّريفة القديمة في مدينة دمشق،
وأصلُ الأُسْرَةِ مِنَ المغربِ العربيّ مِنْ ذُريَّة الوليِّ الشَّهير العارفِ
بالله السَّيِّد عبدالسَّلام بن مشيش الإدريسيّ الحسنيّ".
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهد مِن نصِّ الوثيقة:
((... ادَّعى فخر الفُضلاء والأشراف
المُكرمين السَّيِّد عبدالوهَّاب
جلبي ابن المرحوم فخر الفضلاء المُعتبرين عبدالرَّحمن جلبي العلمي على
عليّ بن إبراهيم المعروف بأبي شملة من أهالي قرية بيت نايم ...))
يُلاحَظُ في هذهِ الوثيقةِ وصفُ السَّيِّد
عبدالوَّهاب بـ"فخر الفُضلاء والأشراف المُكرَّمين"، ونَعْتُهُ
بـ"السَّيِّد"، وتلقيبهُ بـ"جلبي".
بينما وصفَ والدهُ بـ"فخر الفضلاء
المُعتبرين" ولُقِّبَ بـ"جلبي"، ولَمْ يُنعَت بالسِّيادة.
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّت المحاكِم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ ببعض أفراد أُسرة آل
القدسي([41])
بدمشق، مؤرَّخة سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف هجريَّة (1143)، قال عنهُم المُؤرِّخُ
الدِّمشقيُّ الدُّكتور الصَّوَّاف: "مِنَ الأُسَرِ القديمة الشَّهيرة بالمجد،
وأرومة هذا البيت في القُدْسِ الشَّريف تُعرفُ بأُسْرَةِ الحُسَينيّ".
صورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهد مِنْ نصِّ الوثيقة:
((قرر مولانا عمر أفندي القاري دام فضله حاملي
هذا الكتاب فخر السَّادات الأشراف المُكرَّمين السَّيِّد إبراهيم جلبي
والسَّيِّد محمَّد والسَّيِّد عبدالرَّحيم أولاد المرحوم مفخر القضاة والحُكَّام
القاضي أحمد الحسينيّ القدسي في الحصَّة وهي الرّبع من السَّكنيّ والبوابة
بمدرسة الرَّيحانيَّة بدمشق .... وفي تناول ثلاثون قطعة من وقفِ السَّادة
الأشراف بدمشق شركة المقرَّرين المزبورين عن أخيهم السَّيِّد خليل
لوفاته ...))
يُلاحظُ في هذهِ الوثيقة وَصْفُ الإخوة
الثَّلاثة بوصفٍ واحدٍ جامع وهو "فخر السَّادات الأشراف"، ونَعْتُ
كُلٍّ منهم بـ"السَّيِّد" وكذلك أخوهم المتوفَّى خليل، وتخصيص
إبراهيم منهم بلقب "جلبي".
ويُلاحظُ أيضاً التَّدليل على نَسَبِهِم
الحسينيّ حيال اسم أبيهم القاضي أحمد ووصفهِ بـ"مفخر القضاة والحُكَّام"،
الَّذي يُلاحظُ اسمهُ في فاتحة كثير مِنْ وثائق سجلاَّت المحاكم الشَّرعيَّة
العُثمانيَّة.
ـ وفي وثيقة تحمل نفس
الموضوع وتاريخها متقدِّمٌ على تاريخ الوثيقة السَّابقة، مؤرَّخة سنة سبع وثلاثين
ومائة وألف هجريَّة (1137) يُلاحظُ فيها ذكر السَّيِّد خليل بين الأحياء، مع ذكر
أربع أخوات بنات لَمْ يُذكرنَ في الوثيقة السَّابقة، وفيها أيضاً ذكر اسم أُمِّهم
وهي ابنة عمِّ أبيهم، ممَّا يُرشِدُ إلى أنَّ جميعَ هؤلاء الإخوة هُم أشقَّاء لأبٍ
وأُمٍّ واحدة، وإليكَ محلَّ الشَّاهدِ مِنْ نصِّها:
((... حاملين هذا الكتاب كلٌّ مِن السَّيِّد
إبراهيم جلبي والسَّيِّد عبدالرَّحيم والسَّيِّد محمَّد والسَّيِّد خليل
والشَّريفة كاتبة والشَّريفة خانم والشَّريفة مروة والشَّريفة عارفة أولاد المرحوم
السَّيِّد أحمد القدسي، مُرتَّباً في كُلِّ سنة مِنْ وَقفِ السَّادة
الأشراف بدمشق عَنْ والدتهم المرحومة الشَّريفة فاطمة بنت المرحوم
السَّيِّد محمَّد أفندي القدسي لوفاتها ...))
فالملاحظُ في النَّصِّ أعلاه أنَّ الجميع هُنا
مِنْ ذُكور وإناث نُعتوا بالسِّيادة والشَّرف، "السَّيِّد"
للذُكور و"الشَّريفة" للإناث.
ويُلحَظُ أنَّ إبراهيم لُقِّبَ بـ"جلبي"
دونَ جميعِ إخوتهِ كما في الوثيقة السَّابقة والمُتأخِّرة عن هذه نحو ستَّةِ
أعوام.
ويُلحَظُ أيضاً أنَّ والدهم لَمْ يُوصَفْ
بأوصافِ التَّفخيم كما في الوثيقة السَّابقة، ولَمْ تُذْكَر نِسْبَتُهُ "الحسينيّ"
كما في الوثيقة السَّابقة أيضاً، واكتُفيَ بِنَعْتِهِ بالسِّيادة.
وللفائدة فإنَّ هذا الفرعَ مِن آل القُدسيّ لا
بقيَّة لهُ اليوم، فجميع آل القدسي الَّذين هُمْ مِنْ هذا الرَّهط([42])
في دمشق ينتهون إلى العالم المُدرِّس الشَّيخ عبدالرَّزَّاق القُدْسي المتوفَّى في
دمشق قبل سنة 1266 هـ، وهو ابن مُصطفى بن عبدالحيّ بن أحمد بن عمر بن بكري ابن
أحمد بن محمَّد القدسيّ، وهذا الأخير هو الجدُّ الأعلى لهذهِ الأرومة في دمشق
وأوَّل مِنْ سكنها مِنهم.
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّت المحاكِمِ الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بأحد أفراد آل
اللولوي بدمشق، مُؤرَّخة سنة ستٍّ وثلاثين ومائة وألف هجريَّة (1136):
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((قرَّر سيِّدنا ... حافظ هذا الكتاب السَّيِّد
عبدالقادر جلبي ابن السَّيِّد حسين جلبي اللولوي في مرتَّبٍ قدرهُ في كُلِّ
سنة ستَّة أكيال مِنَ الحِنْطَة؛ مِنْ حِنْطَةِ قرية داريا الكُبرى المنسوب إيقافُ
ذلكَ للمرحوم الملكِ نور الدِّين الشَّهيد قدِّس سرُّه المجيد ...))
يُلاحَظُ في نصِّ الوثيقة نَعْتُ عبدالقادر
ووالدهِ كُلٌّ منهما بـ"السَّيِّد"، وتلقيب كُلٍّ منهما أيضاً
بـ"جلبي".
ـ وثيقة أُخرى لآل
اللولويّ مِنْ سجلاَّتِ المحاكِمِ الشَّرعيَّة بدمشق، مُؤرَّخة كسابقتها سنة ستٍّ
وثلاثين ومائة وألفٍ هجريَّة (1136):
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((قرَّر سيِّدنا ... حاملي هذا الكتاب مفخر
الأفاضِل والسَّادات المُعظَّمين السَّيِّد محمَّد جلبي ابن مفخر السَّادة الأشراف
المُكرَّمين السَّيِّد حسين جلبي اللولوي، وزوجته مفخر المُخدَّرات المصونة
خديجة خاتون بنت المرحوم مفخر الأفاضل زبدة ذوي الفضائل محمَّد جلبي ابن المرحوم
افتخار العُلماء العِظام مصطفى أفندي ابن المرحوم أعلم العُلماء المُتبحِّرين زبدة
الفقهاء والمُحدِّثين محمَّد أفندي الأسطوانيّ، في مُرتِّبٍ قدرهُ مِنْ كُلِّ
سنة اثنا عشر كيلاً مِنَ الحِنْطَة مِنْ غِلال قرية داريا ...))
يُلاحَظُ في نَصِّ الوثيقة أعلاه وصْفُ محمَّد
اللولويّ بـ"مفخر الأفاضِل والسَّادات المُعظَّمين"، ونَعْتُهُ
بـ"السَّيِّد"، وتلقيبهُ بـ"جلبي"، ووصْفُ
والدهِ بـ"مفخر السَّادة الأشراف المُكرَّمين"، ونَعْتُهُ
بـ"السَّيِّد"، وتلقيبهُ بـ"جلبي".
ويُلاحَظُ أيضاً وصْفُ زوجتهِ خديجة الأسطوانيّ
بـ"مفخر المُخدَّرات" وبـ"المصونة"، وتلقيبها
بـ"خاتون"، ووصْفُ والدها بـ"مفخر الأفاضل زبدة ذوي
الفضائل"، وتلقيبهُ بـ"جلبي"، ووصْفُ جدِّها بـ"افتخار
العُلماء العِظام"، وتلقيبهُ بـ"أفندي"، ووصْفُ جدِّ
والدها بـ"أعلم العُلماء المُتبحِّرين زبدة الفقهاء والمُحدِّثين"،
وتلقيبهُ بـ"أفندي".
وآل الأسطواني أسرة جليلة القدر في دمشق، بيتُ
علم ورئاسة ومجد قديم، وكانوا يُعرفونَ قديما بآل ابن مُفلح الحنبليّ، وهُم شيوخ
الحنابلة بدمشق إلى القرنِ الحادي عشر الهجريّ حيثُ انتقلوا إلى مذهَبِ أبي حنيفة،
وخرجَ مِنهُم كثير مِنَ العُلماء والقُضاة منذُ القرنِ السَّابعِ الهجريّ إلى هذا
العصر، وكانَ الشَّيخ مصطفى الأسطوانيّ المذكور في الوثيقة عالماً فقيهاً خطيباً،
تولَّى خطابة الجامعِ الكبير الأمويّ بدمشق إلى أن توفِّي سنة (1125هـ)، ووالدهُ
محمَّد، الشَّيخ الفقيه العالم الواعظ المُدرِّس، المتوفَّى بدمشق سنة (1072هـ)،
وهو محمَّد بن أحمد بن أبي الفتح محمَّد بن الحسين بن سُليمان الأسطوانيّ الجدُّ
الجامعُ لآل الأسطوانيّ بدمشق.
وأمَّا آل اللولوي أصحابُ الوثيقتين فلا أعلمُ
عنهُم شيئاً، ولا سمعتُ لهم ذِكْراً، ولا يُعْرَفُ لهم بدمشق اليوم بقيَّة،
والظَّاهِر انقراضهُم أو أنَّ نسْبَتَهُم تبدَّلتْ، وهُم في الوثائقِ يُوصفونَ
بالشَّرف والسِّيادة، واللهُ أعلى وأعلم.
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّت المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بأحد أفراد أُسرةِ آل
المرادي([43])،
وقد ولي بعضهم نقابة الأشراف بدمشق، مُؤرَّخة سنة خمسين ومائة وألف هجريَّة (1150)،
قال عنهُم المُؤرِّخُ الدِّمشقيُّ الدُّكتور الصَّوَّاف: "مِنَ الأُسَرِ
القديمة الشَّهيرة بالعِلْمِ والفضل بدمشق، وجدُّ الأُسْرَةِ في مدينة دمشق
السَّيِّد مراد البخاريّ السَّمرقنديّ الحُسَينيُّ".
صورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((... حضر فخر الأعيانِ المُعتبرين إبراهيم آغا
ابن المرحوم فخر الأماثل الحاجّ أحمد آغا الوكيل الشَّرعيُّ عن افتخار العُلماء
والمُدرِّسين الكرام أفضل الفُضلاء المُدقِّقينَ الفخام المُختصُّ بمزيد عناية
المَلِكِ العلاَّم فرعُ الشَّجرة الزَّكيَّة وطِرازُ العِصابةِ الهاشميَّة مولانا
وسيِّدنا السَّيِّد الشَّريف الحسيب النَّسيب الشَّيخ محمَّد أفندي ابن المرحوم
أعلم العُلماء المُتبحِّرين أفضل الفُضلاء المُدقِّقين كهفُ الفُقراء والمَساكين
المُنْدَرِجُ إلى سِعَةِ عفوِ ربِّهِ المَلِكِ المُعين مولانا وسيِّدنا العلاَّمة
الشَّيخ محمَّد مُراد أفندي ابن المرحوم مولانا الأمير عليّ بن مولانا الأمير داود
المُراديّ النَّقشبنديّ ...))
يُلاحَظُ في هذهِ الوثيقة المُبالغَةُ في
أوصافِ التَّفخيم والتَّعظيم، ولا غرابة فالمذكور في الوثيقة هو الشَّيخ العالم
الكبير بهاء الدِّين محمَّد، قاضي المدينة المنوَّرة، ومِنْ أعيانِ العُلماء في
دمشق، بل في بلاد السَّلطنة العُثمانيَّة، وهو الَّذي حجَّ بالإنابة عن السُّلطانِ
محمود العُثمانيِّ سنة (1165هـ) بطلبٍ منهُ.
ولدَ في إسطنبول سنة (1094هـ) وتوفِّي في دمشق
سنة (1169هـ)، وقد وُصِفَ في الوثيقة أعلاه بـ"افتخار العُلماء
والمُدرِّسين الكرام" و"أفضل الفُضلاء المُدقِّقينَ الفخام المُختصُّ
بمزيد عناية المَلِكِ العلاَّم" و"فرعُ الشَّجرة الزَّكيَّة"
و"طِرازُ العِصابةِ الهاشميَّة"، ونُعِتَ بـ"مولانا"
و"سيِّدنا"، وبـ"السَّيِّد الشَّريف" و"الحسيب
النَّسيب"، ولُقِّبَ بـ"أفندي".
وكذلك والدهُ فقد أصبغت عليه أوصافُ التَّفخيم
والتَّعظيم، فهو العلاَّمة المُحدِّثُ الفقيه الكبير الشَّيخ محمَّد مراد البخاري
السَّمرقنديُّ، جدُّ آل المُراديّ في دمشق، وأوَّلُ مَنْ سكنها مِنهم، ومولدهُ في
سمرقند سنة (1050هـ)، وانتقلَ إلى دمشقَ سنة (1097هـ)، وتوفِّي في إسطنبول سنة
(1132هـ)، وقد وصِفَ في الوثيقة أعلاه بـ"أعلم العُلماء المُتبحِّرين،
أفضل الفُضلاء المُدقِّقين، كهف الفُقراء والمَساكين، المُنْدَرِج إلى سِعَةِ عفوِ
ربِّهِ المَلِكِ المُعين"، وبـ"العلاَّمة"، ونُعِتَ
بـ"مولانا" و"سيِّدنا"، ولُقِّبَ بـ"أفندي".
ونُعِتَ جدُّهُ ـ يعني جدَّ الشَّيخ محمَّد ـ
عليّ بـ"مولانا" وبـ"الأمير"، وكذلك والد عليّ
الأمير داود، وكلاهُما مِنْ أهلِ سمرقند.
وأمَّا "المُرادي" الَّتي
وردت بعد اسم داود فهي نِسْبَةٌ للشيخ محمَّد لا لجدِّ أبيهِ الأمير داود،
فتنبَّه.
وكذلك "النَّقشبنديّ" فهي
مسلكُ الشَّيخ محمَّد، ووالدهِ الشَّيخ عليّ، فالأخير هو شيخُ الطَّريقة
النَّقشَبنديَّة، وعنهُ أخذَ ولدهُ الشَّيخ محمَّد خِرْقَتَها، وصارت شُهرةً لهما،
فالمرادي والنَّقشَبنديّ هي نِسْبةٌ للشيخ بهاء الدِّين محمَّد المذكور.
والشَّيخ بهاء الدِّين محمَّد صاحِبُ الوثيقة
هو جدُّ الشَّيخ أبي الفضل محمَّد خليل المُراديّ النَّقشَبنديّ مُفتي الشَّام، ونقيبُ
أشرافها، وصاحِبُ الكتابِ المشهور "سلك الدُّرر في أعيانِ القرنِ الثَّاني
عشر"، فهو: أبو الفضل محمَّد خليل بن القاضي المُفتي الشَّيخ عليّ، قاضي
القدس ومُفتي الشَّام ابن الشَّيخ بهاء الدِّين محمَّد المُراديّ النَّقشَبنديّ
صاحبُ الوثيقة.
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّت المحاكم الشَّرعيَّة العثُمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بأحد أفراد آل مرتضى([44])
سَدَنة مقامِ السَّيِّدةِ زينبَ عليها السَّلام بدمشق، وأيضاً بأحدِ أفراد آل
زلزلة بدمشق، مُؤرَّخة سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف هجريَّة (1212)، قال عنهُم ـ
يعني آل مرتضى ـ المُؤرِّخُ الدِّمشقيُّ الدُّكتور الصَّوَّاف: "مِنَ
الأُسَرِ القديمة الشَّهيرة، مِنَ السَّادةِ الحُسينيَّة، وكانت نِسْبَتُهم قديماً
(الأفندي)".
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((... اشترى فخر العُلماء الكرام فرعُ
الشَّجرة الزَّكيَّة وطِرازُ العصابة الهاشميَّة السَّيِّد الشَّريف الحسيب
النَّسيب علي أفندي ابن المرحوم مفخر العُلماء الكرام المُنْدَرِجُ إلى رحمة
ربِّهِ المَلِكِ المُعين السَّيِّد مُصطفى أفندي ابن المرحوم السَّيِّد مُرتضى
أفندي، بمالهِ لنفسه مِنَ السَّيِّد حسين جلبي ابن السَّيِّد مُصطفى زلزلة،
فباعهُ في صحَّة وسلامةٍ وطواعية ...))
يُلاحَظُ في نصِّ الوثيقة أعلاه المُبالغةُ في
أوصافِ التَّفخيم والتَّعظيم للسيِّد عليّ، فقد وصِفَ بـ"فخر العُلماء
الكرام" و"فرع الشَّجرة الزَّكيَّة" و"طِراز
العصابة الهاشميَّة"، ونُعِتَ بـ"السَّيِّد الشَّريف"
و"الحسيب النَّسيب"، ولُقِّبَ بـ"أفندي"، ووصفَ
والدهُ بـ"مفخر العُلماء الكرام"، ونُعِتَ بـ"السَّيِّد"،
ولُقِّبَ بـ"أفندي"، وكذلكَ نُعِتَ السَّيِّد مُرتضى بالسِّيادة
ولُقِّبَ بـ"أفندي".
تنبيه: وَرَدَ في متنِ
الوثيقة أنَّ السَّيِّد مُصطفى هو ابن السَّيِّد مُرتضى، فقد نُسِبَ إليه على
أنَّهُ ابن صِلبيٌّ لهُ، والحال أنَّ السَّيِّد مُرتضى هو جدُّ السَّيِّد مُصطفى،
وبينهما واسطة نسبيَّة هي السَّيِّد فضل الله، فهو السَّيِّد مُصطفى بن السَّيِّد
فضل الله بن السَّيِّد مرتضى، وإنَّما نُسِبَ السَّيِّد مُصطفى إلى جدِّهِ
السَّيِّد مُرتضى لأنَّ الأخير صارَ علَمَ البيت وبهِ يُعرفُ ولده في دمشقَ إلى
يومنا فيقال لهم: آل مرتضى؛ نسبةً إليه، وهو صاحِبُ الرِّحلة المشهور بـ"رحلة
مرتضى ابن علوان"، فهو: السَّيِّد مرتضى بن السَّيِّد عليّ بن السَّيِّد أبي
طالب محمَّد بن السَّيِّد عليّ بن السَّيِّد علوان الحُسينيّ المُوسويّ الدِّمشقيّ.
وكانَ آل مرتضى يُعرفونَ بـ"آل
علوان" وبـ"العلواني" نِسبَةً إلى جدِّهم العالم الفاضل
النَّسَّابة النَّقيب السَّيِّد علوان الحُسينيُّ المُوسويُّ البَعلبكِّيُّ نقيب
السَّادة الأشراف ببعلبكَّ ومتولِّي مقامِ السَّيِّدة زينبَ عليها السَّلام ومقامِ
نبيِّ اللهِ نوحٍ عليهِ السَّلام في "كركِ نوح" مِنْ أعمال بعلبكّ، المولود
ببعلبكَّ سنة سبعين وثمانمائة (870) والمتوفَّى بها سنة خمسٍ وأربعين وتسعمائة
هجريَّة (945) وقبرهُ ظاهرٌ معروفٌ إلى اليوم.
وكانَ جدُّهُ شيخ الإسلام العالم الفاضل
النَّقيب السَّيِّد الحسين الحُسينيُّ المُوسويُّ المعروفُ بـ"صاحبِ
الأوقافِ" قد أوقَفَ أوقافاً على قبر السَّيِّدة زينب عليها السَّلام بظاهِرِ
دمشقَ بقرية راوية المعروفة اليوم بـ"بلدة السَّيِّدة زينب عليها
السَّلام"، وصارت التَّولية إليهِ وإلى أولادهِ مِنْ بعدهِ لا ينتزعها منهم
أحد، بشرطِ الوقفيَّة الَّتي أيَّدها عُلماءُ دمشقَ وقُضاتُها، إلى أن يرثَ اللهُ
الأرضَ ومَنْ عليها.
والسَّيِّد عليّ بن السَّيِّد مصطفى المذكور في
متنِ الوثيقة هو الجدُّ الأعلى للسَّادةِ آل مرتضى مُتولِّي مقامِ السَّيِّدةِ
زينب بدمشق، وإليهِ انتهى عقبُ جدِّ أبيه السَّيِّد مرتضى صاحبُ النِّسْبَةِ، والعقبُ
اليوم منهُ في ولدهِ السَّيِّد موسى، وفيهِ البقيَّة مِنْ أعقابِ السَّيِّد مرتضى
صاحِبِ النِّسْبَة، بل انتهى عَقِبُ جدِّهِ الأعلى العالم الفاضل النَّقيب
السَّيِّد عليّ بن العالم الفاضل النَّقيب السَّيِّد علوان الحُسينيُّ المُوسويُّ
إليه.
والعالم الفاضل السَّيِّد عليّ بن علوان كانَ
مِنْ أجلّة العُلماءِ وأهل الزُّهدِ والصَّلاح والورعِ والتُّقى، توفِّي بدمشق عن
تسعين عاماً، يروي عن الشَّيخ البهائيّ محمَّد بن الحُسين عن والدهِ الشَّيخ
الحُسين بن عبدالصَّمد الحارثيّ الهمدانيّ، ويَرويِ عنهُ جدُّنا الأعلى السَّيِّد
نور الدِّين عليّ بن نور الدِّين عليّ الأوَّل المُلقَّبُ بـ"ذي
المَجْدَين" ابن عزِّ الدِّين الحُسين المُوسويّ المعروف بابن أبي الحسن.
وبالرُّجوع إلى نصِّ الوثيقة؛ فقد وردَ فيها
ذِكرُ أحدِ أفرادِ أُسرةِ آل زلزلة في دمشق، وهو السَّيِّد حسين بن السَّيِّد مصطفى
زلزلة، وكما يُلاحظُ فقد نُعتَ السَّيِّد حسين ووالده بالسِّيادةِ، ولقِّبَ
السَّيِّد حسين بـ"جلبي".
وآل زلزلة أُسرة كبيرة مُنتشرة في جبل عاملة
ودمشق والعراق والكويت، ومنشأ أرومتها في بلدة "عيناثا" الشَّهيرة في
بلاد عاملة، ومنها انتشر آل زلزلة في دمشق والعراق والكويت، وهُم مِنْ أشهر
السَّادة الأشراف، وانقسموا في دمشق إلى عدَّة بيوت، فبعضهم ما زال يُعرفُ إلى
يومنا بـ"آل زلزلة" وبعضُهم الآخر استحدثَ نسْبَةً جديدة، منهم: آل
الصُّوص، وآل البيشلي، وآل البربر، وآل القزويني، وآل الزَّيَّات، وغيرهُم،
وجميعُهم في الأصل آل الزَّلزلة نسْبَةً إلى الجدِّ الأعلى لآل الزَّلزلة
السَّيِّد شهاب الدِّين أحمد الحَسَنيّ المُلقَّبُ بـ"الزَّلْزَلَة"، وأصلهُم
مِنْ وادي الصَّفراء في الحجاز، وهُم أبناء عمِّ النَّسَّابة الشَّهير السَّيِّد
جمال الدِّين أحمد ابن عنبة الحسنيّ، وهُم البقيَّة الباقية مِنْ هذا الرَّهط.([45])
وسيأتي ذكر السَّيِّد حسين زلزلة المذكور في
وثيقة أخرى مشتركة مع أحد أفراد أسرة آل نظام.
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّتِ المحاكِمِ الشَّرعيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بأحد أفراد آل المُنَيِّر([46])
بدمشق، مُؤرَّخة سنة إحدى وأربعين ومائة وألف (1141)، قال عنهُم المُؤرِّخُ
الدِّمشقيُّ الدُّكتور الصَّوَّاف: "مِنْ الأُسَرِ القديمة الشَّهيرة في
العِلْمِ والفضلِ بدمشق، ذكَرَ المُحبيّ والمُراديّ والحصنيّ مشاهير رجالهم،
وقالوا: إنَّهُم حُسينيُّون، أتوا دمشقَ مِنْ بعلبكّ، وأصلهُم مِنْ حماة".
صًورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهد مِنْ نصِّ الوثيقة:
((قرَّرَ سيِّدنا ومولانا قاضي القُضاة ...
حامل هذا الكتاب فخر السَّادة الأشراف السَّيِّد عبدالرَّحمن جلبي ابن فخر
السَّادات الكرام السَّيِّد محمَّد جلبي ابن المرحوم السَّيِّد عبدالرَّحمن المُنَيِّر
في مُرتَّبٍ قدره غرارة واحدة مِنْ حنطة قرية داريا في كلِّ سنة عن والده لفراغه
له عن ذلك بحسن اختياره بمباشرة وكيله في ذلك هو فخر الفضلاء الكرام مُصطفى أفندي
ابن المرحوم أبي بكر أفندي ... بشهادة فخر العلماء والمدرِّسين الكرام مولانا
الشَّيخ محمَّد أفندي ابن المرحوم العلاَّمة الشَّيخ عبدالجليل مُفتي السَّادة
الحنابلة بدمشق وفخر أرباب القلم صدر أصحابِ الرُّقَم حسن أفندي ابن المرحوم الحاج
عبدالقادر الشَّهير بابن الخليفة وفخر الأفاضل الشَّيخ مصطفى بن الشَّيخ عبدالحقّ
والحاج عبدالرَّحمن بن الحاج زين ومحمَّد بشه بن عبدالله وحسين بشه بن الحاج يوسف
ثبوتاً شرعيًّا ...))
يُلاحظُ في هذه الوثيقة مُخاطبةُ ابن المُنيِّر
وحدهُ بألقابِ السِّيادة والشَّرف دونَ سواهُ ممَّن وردت أسماؤهم، فعبدالرَّحمن
نُعِتَ بـ"السَّيِّد" ووصِفَ بـ"فخر السَّادة الأشراف"
ولقِّبَ بـ"جلبي"، وكذلكَ والدهُ وجدُّهُ نُعِتا بـ"السَّيِّد"،
ووصِفَ والدهُ بـ"فخر السَّادات الكرام" ولُقِّبَ بـ"جلبي".
ـ وثيقة أُخرى مِنْ
سجلاَّتِ المحاكِمِ الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بأحد أفراد آل
المُنَيِّر بدمشق، مُؤرَّخة سنة سبعٍ وخمسين ومائتين وألف (1257):
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((... اشترى الشيخ قاسم بن المرحوم الشيخ
محمَّد الفاهوم بماله لنفسه من مفخر الأشراف السَّيِّد صالح جلبي ابن المرحوم
عمدة الأشراف السَّيِّد إبراهيم المُنَيِّر فباعه في صحة منه وسلامة وطواعية
واختيار ...))
يُلاحظُ في هذهِ الوثيقة نَعْتُ السَّيِّد صالح
بـ"السَّيِّد"، ووصفهُ بـ"مفخر الأشراف"،
وتلقيبه بـ"جلبي"، ونَعْتُ والدهِ بـ"السَّيِّد"،
ووصْفُه بـ"عمدة الأشراف".
ـ وثيقة شرعيَّة مِنْ
سجلاَّتِ المحاكِمِ الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّق بأحد أفراد أسرة آل
نصري الحصري([47])
بدمشق، مُؤرَّخة سنة خمس وعشرين ومائة وألف هجريَّة (1125)، قال عنهُم المُؤرِّخُ
الدِّمشقيُّ الدُّكتور الصَّوَّاف: "مِنَ الأُسَرِ القديمة الشَّهيرة بالفضلِ
والنَّسَب، وهُم مِنْ ذُريَّة السَّيِّد نصري الحصري، مِنْ ذُريَّة الإمام
الحُسَين بن عليٍّ عليهما السَّلام".
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهد مِن الوثيقة:
((... حضر فخر السَّادة الأشراف المُكرمين السَّيِّد محمَّد جلبي ابن
المرحوم مفخر العُلماء والمشايخ المُعظَّمين السَّيِّد نصري بن المرحوم السَّيِّد
أحمد أفندي الشَّهير بابن الحصري ... أنَّ لا حقَّ لهُ ولا استحقاق ولا خصام
ولا نزاع ولا جدال مع مفخر التُّجَّار المُكرَّمين الشَّيخ عبدالوهَّاب بن المرحوم
الشَّيخ معتوق الشَّهير بابن الحمويِّين ...))
يُلاحَظُ في نصِّ الوثيقة أعلاه وصْفُ
السَّيِّد محمَّد بـ"فخر السَّادة الأشراف المُكرَّمين"،
ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"، وتلقيبهُ بـ"جلبي"،
ووصْفُ والدهِ بـ"مفخر العُلماء والمشايخ المُعظَّمين"،
ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"، ونَعْتُ جدِّه بـ"السَّيِّد"،
وتلقيبهُ بـ"أفندي".
وأمَّا عبارة "الشَّهير بابن الحُصري"
فهي نِسْبَةٌ لمحمَّد لا لجدِّه أحمد فتنبَّه؛ لأنَّ "الحُصريّ"
هو السَّيِّد نصري نفسهُ، فهو أوَّلُ مَنْ لُقِّبَ بـ"الحُصريّ"
مِنْ هذا البيت، واسمهُ الحقيقي إبراهيم ثُمَّ اشتهر باسم نصري وغلبَ عليه حتَّى
كانَ لا يُذكرُ ولا يُخاطَبُ إلاَّ به، وكانَ عالماً فقيها شافعيًّا محدِّثاً
مُصنِّفاً، وكانَ شيخ الطَّريقة الخلوتيَّة الصُّوفيَّة بدمشق، ولهُ عدَّةُ
مُصنَّفاتٍ ما زالت مخطوطة، وكانَ يمتهِنُ صناعَة الحُصر فنُسِبَ إلى صنْعَتِهِ، وهو
الجدُّ الأعلى لآل "نصري" و"نصري الحُصري"
و"الحُصري"، وعقبهُ مِنْ ولدهِ محمَّد صاحِبِ الوثيقة أعلاه.
ـ وثيقة ثانية لآل نصري
الحُصري مِن سجلاَّتِ المحاكِمِ الشَّرعيَّة بدمشق، مُؤرَّخة سنة ثلاث وثلاثين
ومائة وألف هجريَّة (1133):
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((... حضر فخر الأشراف المُكرَّمين
السَّيِّد يحيى جلبي ابن مفخر الفُضلاء والسَّادةِ الأشراف صفوة آل عبد مناف
السَّيِّد الشَّريف محمَّد جلبي ابن المرحوم مفخر العُلماء الكرام السَّيِّد
الشَّريف الشَّيخ نصري الشَّهير بالحُصري، الشَّابُّ البالغ الخالي العذار ...
وأحضَرَ معهُ افتخار التُّجَّار المُعتبرين أحمد جلبي ابن المرحوم مفخر التُّجَّار
المُؤتمنين الشَّيخ عبدالوهَّاب بن الشَّيخ معتوق ابن الحمويِّين، الوكيل
الشَّرعيُّ عن شقيقته الحرمة المصونة خديجة قادون وعن ابنتيها شقيقتي المُدَّعي
المَزبور هُما المصونة الشَّريفة سعديَّة والمصونة الشَّريفة شرق
البكرين البالغتين الثَّابتة وكالته عنهنَّ ...))
يُلاحَظُ في نصِّ الوثيقة أعلاه وصْفُ يحيى
بـ"فخر الأشراف المُكرَّمين"، ونَعتُهُ بـ"السَّيِّد"،
وتلقيبهُ بـ"جلبي"، ووصْفُ والدهِ محمَّد بـ"مفخر
الفُضلاء والسَّادةِ الأشراف" و"صفوة آل عبد مناف"،
ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد الشَّريف"، وتلقيبهُ بـ"جلبي"،
ووصْفُ جدِّهِ نصري بـ"مفخر العُلماء الكرام"، ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد
الشَّريف" و"الشَّيخ".
وأمَّا عبارة "الشَّهير بالحُصريّ"
فهي هنا للشيخ نصري المذكور؛ لكونها لقباً لهُ كما تقدَّمَ بيانهُ في شرحِ الوثيقة
السَّابقة.
ويُلْحَظُ تلقيبُ أحمد ابن الحمويِّين بـ"جلبي"؛
لكونهِ مِنَ الأعيان كحالِ آل السَّفرجلانيّ وقد تقدَّم ذكرهم، وبنو الحمويِّين
هؤلاء يُعرفون اليومَ بدمشق بـ"آل عيران".
ويُلحَظُ أيضاً نَعْتُ الأختين الشَّقيقتين
سعديَّة وشرق شقيقتي يحيى الحصري كُلٌّ منهما بـ"الشَّريفة"
بخلافِ والدتهما خديجة أخت أحمد الحمويِّين والَّتي اكتُفِي بتلقيبها بـ"قادن"
والمكتوبة خطأً "قادون".
ـ وثيقة شرعيَّة ثالثة لآل
نصري الحُصري مِنْ سجلاَّتِ المحاكِمِ الشَّرعيَّة بدمشق، مُؤرَّخة سنة سبعٍ
وثلاثين ومائة وألف (1137):
صُورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهد مِنْ نَصِّ الوثيقة:
(( ... ادَّعى فخر الأفاضلِ والأشراف
السَّيِّد محمَّد جلبي ابن المرحوم فخر العُلماء المُكرَّمين السَّيِّد نصري جلبي
ابن الحصريّ على فخر الأماجد والأعيان السَّيِّد مُصطفى بيك ابن المرحوم فخر
الأماجد يحيى بيك ابن القرمشيّ الأصيل عن نفسهِ والنَّاظر الشَّرعيُّ على والدتهِ
الشَّريفة رابعة خانم بنت المرحوم مُصطفى بيك بن المرحوم محمَّد بيك المُختلَّة
العقل ... وفخر الأعيانِ المُعتبرين محمَّد آغا ابن المرحوم فخر الأعيان حسين آغا
ابن القرمشيّ الوكيل الشَّرعيّ عن ابنة خاله شقيقة النَّاظر المصونة الشَّريفة
حامدة خانم بنت يحيى بيك المرأة الكاملة المنصوبة وصيَّـ[ة] شرعيَّة على والدتها
المرقومة بموجب حصَّة الوصاية ...))
يُلاحظُ مِن هذه الوثيقة أنَّ النَّعْتَ
بالسَّيادة لآل نصري واضحٌ معلوم كونهم مشتهرون بالشَّرف مِنْ جهة الآباء، بينما
نُلاحظُ أنَّ مُصطفى بك القرمشيّ نُعِتَ بـ"السَّيِّد" ولَمْ
يُنعت بذلك والده يحيى، وكذلكَ لَمْ يُوصفان بأوصافِ الشَّرف كالسَّيِّد محمَّد بن
نصري ابن الحصري الَّذي وصفَ بـ"فخر الأفاضلِ والأشراف"، وكذلكَ
لَم يُلقَّب أيُّ واحد مِن آل القرمشيّ بـ"جلبي".
ويُفهم مِن هذه الوثيقة أنَّ مصطفى بك القرمشي
إنَّما نُعتَ بـ"السَّيِّد" لكون والدته شريفة كما يُلحظُ من
نعتها بـ"الشَّريفة رابعة خانم"، على أنَّها هي الأخرى لَمْ
يُنعت والدها بالسِّيادة، ممَّا يُفيد بأنَّ "الشَّريفة رابعة خانم"
إنَّما شرفُها مِن جهة أُمِّها لا أبيها، ولشرفها مِن جهة أُمِّها شُرِّفَ ولداها
"السَّيِّد مُصطفى" وشقيقته "الشَّريفة حامدة خانم".
ومُصطفى بك بن يحيى بك القرمشي المذكور في متن
الوثيقة هو: مصطفى بك بن يحيى بك بن إبراهيم بك بن يحيى بك بن محمَّد عبدالباقي
باشا القرمشي، وهو الجدُّ الأعلى للأسرة الشَّهيرة بالثَّروة والجاهِ بدمشق آل
مردم بك، وحفيدهُ عبدالرَّحمن بك بن محمَّد بك ابن مُصطفى بك بن يحيى بك بن مصطفى
بك المذكور هو الجدُّ الجامعُ آل مردم بيك اليوم في دمشق.
وكانَ جدُّهُم الأعلى يحيى بيك ابن إبراهيم بيك
القرمشيّ قد تزوَّجَ مِنْ رابية خانم بنت الوزير العُثمانيّ الشَّهير الأمير لالا
مصطفى باشا فاتح قبرص ابن سنان باشا الألبانيّ، فعُرفَ أولادُ القرمشيّ بآل مردم
بيك نسبةً لجدِّهم الوزير لالا مصطفى باشا الَّذي لقَّبهُ السُّلطان سليم الثَّاني
العُثمانيّ سلطان الرُّوم بـ"مردم" أي البطل الشُّجاع، عقبَ فتحه لقبرص
بعد أن كانت عصيَّة على العُثمانيِّين([48]).
ـ وثيقة شرعيَّة مِن
سجلاَّت المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، تتعلَّقُ بأحد أفراد آل نظام([49])
وأحد أفراد آل زلزلة بدمشق، مؤرَّخة سنة ستٍّ وثمانين ومائة وألف هجريَّة (1186)،
قال عنهُم ـ يعني آل نظام ـ المُؤرِّخُ الدِّمشقيُّ الدُّكتور الصَّوَّاف:
"مِنَ الأُسَرِ القديمة الشَّهيرة بالفضلِ والشَّرف في حيّ مئذنة الشَّحم
بدمشق".
صورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((... اشترى الشَّيخ محمَّد بن المرحوم الشَّيخ
شحادة بن الشَّيخ أحمد البقاعي بمالهِ لنفسه دونَ غيرهِ مِنَ السَّيِّد حسين بن
السَّيِّد علي ابن نظام، ومِنَ السَّيِّد حسين بن السَّيِّد مصطفى
الزَّلزلة ...... بشهادةِ السَّيِّد إسماعيل بن السَّيِّد مصطفى البربر،
والسَّيِّد قاسم بن السَّيِّد مصطفى الزَّلزلة .....))
يُلاحظُ في الوثيقة أعلاه نَعْتُ السَّيِّد
حسين نظام ووالده كُلٌّ منهما بـ"السَّيِّد"، وذِكْرُ
نِسْبَتِهِما بعبارة "ابن نظام"، ونظام المذكور هو الجدُّ الأعلى
للسادة آل نظام في دمشق، وبه يُعرَِفُ ولده إلى يومنا.
ويُلاحظُ أيضاً نَعْتُ السَّيِّد حسين زلزلة
ووالدهِ وأخيهِ قاسم كُّلٌّ منهم بـ"السَّيِّد"، وقد تقدَّمَ في
الوثيقة السَّابقة ذِكْرُ السَّيِّد حسين هذا.
ويُلاحظُ أيضاً نَعْتُ السَّيِّد إسماعيل
البربر ووالدهِ بالسِّيادة، وآل بربر هم فرع مِنْ آل زلزلة كما تقدَّمَ بيانهُ
سابقاً.
ـ وفي وثيقة شرعيَّة أُخرى
مِنْ سجلاَّتِ المحاكم الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، يُذكر فيها أحد أفراد آل
نظام، مؤرَّخة سنة سبع عشرة ومائتين وألف هجريَّة (1217):
صورة الوثيقة:
محلُّ الشَّاهِدِ مِنْ نصِّ الوثيقة:
((... السَّيِّد حسين جلبي بن السَّيِّد
أمين جلبي نظام ...))
يُلاحَظُ نَعْتُ السَّيِّد حُسين ووالدهِ كُلٌّ
منهما بـ"السَّيِّد"، وتلقيبُ كُلٍّ منهما أيضاً بـ"جلبي".
ـ وفي وثيقة شرعيَّة
أُخرى تتعلَّقُ بأحدِ أفراد أُسْرة آل نظام، مؤرَّخة سنة خمسين ومائتين وألف
هجريَّة (1250):
((...قدوة الأشراف الكرام السَّيِّد محمَّد جلبي
ابن افتخار الأشراف الكرام السَّيِّد حسن جلبي نظام ...))
يُلحَظُ فيها وصْفُ السَّيِّد محمَّد نظام
بـ"قدوة الأشراف الكرام"، ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد"،
وتلقيبهُ بـ"جلبي"، وكذلك وَصْفُ والده بـ"افتخار
الأشراف الكرام"، ونَعْتُهُ بـ"السَّيِّد" وتلقيبهُ
بـ"جلبي".
وبعدُ فهذا ما يسَّرهُ اللهُ لي في هذهِ
العُجالةِ، وقد عَرَفتَ سلَّمَكَ اللهُ تعالى مدلولاتِ هذهِ المُصطلحاتِ، وكيفَ وَرَدَتْ
في سجلاَّتِ المحاكِمِ الشَّرعيَّة العُثمانيَّة بدمشق، وقد باتَتْ واضحة لكُلِّ
لبيب عاقل، وكما أنَّ للعِلْمِ أهله فللجهل أهلهُ، فأمَّا مَنْ كانَ مِنْ أهلِ
العِلْمِ ففي ما ذكرناهُ كفايةٌ لهُ ومؤنة، وأمَّا مَنْ كانَ مِنْ أهلِ الجهلِ؛
فهؤلاء لا يَنفَعُ معهُم الكلام، وليسوا لهُ أهلاً، لذلكَ أمرنا اللهُ تعالى
بالإعراضِ عنهُم، فقال جلَّ وعَلا {وأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ}[الأعراف:199]،
فحريٌّ بالجاهِلِ أنْ يَعِيبَ نفسه لا أنْ يَعِيبَ الآخرينَ بجهله، والحمدُ للهِ
الَّذي جعَلَ غيرنا عيالاً على كُتبنا ولَمْ يجعلنا عيالاً على كُتُبِ غيرنا،
وآخِرُ دعوانا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ على صفوتهِ مِنْ خلقهِ
محمَّد وآلهِ الطَّاهرين.
وكَتَبَ مُؤلِّفُهُ فقيرُ عفو ربِّهِ المَلِكِ
المُعين، الرَّاجي شفاعةَ آبائهِ الميامين محمَّدٍ وآلهِ الطَّاهرين صلواتُ اللهِ
وسلامُهُ عليهم أجمعين، أبو الحَسَن عَلاء بن عَبدالعَزيز بن عَليّ بن الحُسَين بن
عَليّ بن محمَّد بن أحمَد بن المُصطفى بن محمَّد بن أبي الحَسَن المُوسَويّ الدِّمشقيّ
النَّسَّابة، حامداً للهِ الجبَّار، مُصلِّياً ومُسلِّماً على محمَّد وآلهِ الأطهار،
في يَوم الأحد الموافقِ ذِكْرَى ولادةِ النُّورين؛
سيِّدنا ومولانا ونبيِّنا خاتَمِ الأنبياء والمُرسلين أبي القاسِمِ محمَّد بن
عبدالله، وحفيده الإمام أبي عبداللهِ جعفر بن محمَّد الصَّادق صلواتُ اللهِ
وسلامُهُ عليهما وعلى الطَّاهرينَ مِنْ آلهما، وتمتَّ مُراجعتهُ يومَ الثُّلاثاء 19
ربيع الأوَّل سنة 1435هـ، الموافق 21 كانون الثَّاني سنة 2014م، نَقضهما الله
بخير، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
([2]) هُناكَ أُسرٌ كثيرة نالتْ شُهرة واسعة بكونها مِنَ الأشراف،
إلاَّ أنَّ النَّسَّابين والمُؤرِّخين قديماً تكلَّمُوا في نَسَبِها، بينَ نفيٍ
وإثبات، وهي في مجتمعاتها لها شُهرة بالشَّرف، وتعاملتْ معها الدَّولةُ
العُثمانيَّة بمقتضى شُهرتها هذه، ونحنُ تعاملنا معها في هذا البحث بمقتضى هذهِ
الشُّهرة المنعقدة لها لا بقصد بحثِ نسبها أو الإثباتِ أو النَّفي، فليس هذا موضوع
بحثنا.
([5]) تَقعُ دارُ الوثائق التَّاريخيَّة في محلَّة ساروجا، على مقربة
مِنْ ساحة المرجة بدمشق، وهي تتبعُ في إدارتها إلى المُديريَّة العامَّة للآثار
والمُتاحِفِ في الجمهوريَّة العربيَّة السُّوريَّة المُتمثِّلة بـ"المتحف
الوطني"، وتحوي هذهِ الدَّار ـ غير سجلاَّت المحاكِم الشَّرعيَّة
العُثمانيَّة ـ الكثير مِنَ الوثائق والمُقتنياتِ الخطيَّة الثَّمينة الَّتي لا
تُقدَّرُ بثمن، وبابُ الدَّار مُشرَّعٌ للباحثين والمراجعين، وليس للسوريِّين فحسب
بل لأي قاصدٍ مِنْ أيِّ جنسيَّة كان، ولَمْ تَضع الدَّار على مراجعيها على اختلافِ
جنسيَّاتهم أيَّ قيودٍ أو موانعَ أو تكلفةٍ ماديَّة، وغاية ما يتطلَّبهُ الأمر هو تقديم
طلبٍ إلى الإدارة والحصول على بطاقة باحثٍ مجَّانيَّة تَسمحُ لهُ بالدُّخول إلى
قاعة البحث متى شاءَ ـ ضمنَ أوقاتِ الدَّوام الرَّسميّ ـ ومراجعة السِّجلاَّت
والوثائق والبحث فيها والنَّقل منها، وتصوير ما يحتاجهُ مِنْ وثائق بشكل ورقيٍّ أو
ضوئيّ بحسب رغبة الباحث، ويُمكن لأيٍّ كان وبغضِّ النَّظر عن درجتهِ العلميَّة أن
يطَّلعَ ويبحثَ في سجلاَّتِ المحاكم الشَّرعيَّة.
([11]) العلاَّمة المُؤرِّخُ الشَّيخ كمال الدِّين أبو الفضل
عبدالرَّزَّاق الشَّيبانيُّ الفُوَطِيُّ الحنبليُّ، مؤرِّخُ العراق، المُتوفَّى
سنة (723هـ)، ولنا طريقٌ بالرِّواية عنه ذكرناها في شرحنا على "العُمدة
الشَّمسيَّة" لشيخنا العلاَّمة السَّيِّد جمال الدِّين أحمد بن السَّعيد
الشَّهيد السَّيِّد زين الدِّين عليّ الحسنيّ الحِلِّيّ المعروف بابنِ عنبة رضوانُ
اللهِ عليه.
([13]) ورأيتُ خطَّ هذا الشَّيخ الجليل وتعليقاتهِ على إحدى نُسخ
"العُمدة الجلاليَّة" وقد نقلتها بأجمعها في شرحي على "العُمدة
الشَّمسيَّة"، ومنها تحديده لبيوت السَّادات في قرية المزيديَّة مِنَ
الحِلَّة وإلى مَنْ تنتهي أنسابهم، ومِنْهُم الهواشم الأمراء الحَسَنيُّون بني
السَّيِّد ناصر الدِّين مهديّ بن أبي القاسم بن مطاعن، المذكور في "عمدة
الطَّالب"، وهُم البقيَّة الباقية اليوم مِنَ الهواشمِ الأمراء، وفي الحجاز
اليوم قومٌ أدعياء يُعرفونَ بالمراوعة ادَّعوا مؤخَّراً النَّسَبَ إلى الأمير
فليتة الهاشميّ واختلقوا لهُ ولداً أسموهُ حسيناً!! بعدَ أن كانوا يدَّعونَ إلى
الأمير أبي الفتوح الموسويّ الحسنيّ، وقبلهُ كانوا يدَّعون إلى بني حسين!!، ولَمْ
يَكُن الأشرافُ قديماً يُزوِّجونهم حينما كانَ الأشرافُ لا يُزوِّجونَ بناتهم
إلاَّ لِمَنْ كانَ ثابتَ النَّسَبِ مُشتهِراً بالشَّرف، وكنَّا قَبْلَ عدَّةِ
سنواتٍ قد كتبنا مقالةً مختصرةً بيَّنَّا فيها بطلانَ دعواهُم وفضحنا مزوِّرهُم
الكبير المدعو إبراهيم المروعي والمُتلقِّب زوراً بالأمير، فجُنَّ جنونهُ وجنونُ
حُلفائهِ وأنصاره يومَ ذاك، ثُمَّ فضحَهُ أعيانُ أشرافِ الحجاز ببيانِهُم الشَّهير
المُسمَّى "بيانُ الأوهامِ والمُغالطات الَّتي أوردها إبراهيم الأمير في
أُصُولِ نَسَبِ أشرافِ الحجاز"، ونَفوا عمودهُ المزعوم وجدَّهُ المُختلق
النَّكِرة المُسمَّى بـ"حسين" الَّذي ألصَقَهُ زوراً بالأمير
فليتة، وذلكَ بعدَ أن تعرَّضَ هذا الزَّنيم بجهلهِ وفهمهِ السَّقيم إلى نَسَبِهم
المُستقيم، فجعلوا مِنهُ سخرية للخاصِّ والعام، وسيرة يتناقلُها النَّاسُ على مدار
الليالي والأيَّام، وسنذكُرُ قريباً بمشيئة اللهِ تعالى وبالتَّفصيلِ المُقترنِ
بالدَّليل بُطلانَ نَسَبِهِم، وزُور ادِّعائهم، وأنَّهُم بقيَّة "غشمر"
ـ وما أدراكَ ما غشمر؟! ـ بالنُّصوصِ والوثائقِ، وسنعرضها كاملة في بحثٍ مُستقلٍّ
بتوفيقِ اللهِ تعالى.
([14]) وهو ابن أُختِ العلاَّمة الحليِّ، وانظر نسبهُ في أعقابِ يحيى
النَّسَّابة مِنْ عُمدةِ الطَّالب الوسطى المعروفة بالجلاليَّة لابن عنبة، وهو
الوحيد الَّذي وصفهُ السَّيِّد ابن عنبة في كتابه بـ"مولانا السَّيِّد
العلاَّمة" ولَمْ يصف غيره بهذا الوصف حتَّى شيخه السَّيِّد ابن مُعَيَّة
الحسنيّ، وهو شيخ السَّيِّد تاج الدِّين ابن مُعَيَّة وقال في وصفه: (دُرَّة
الفَخْرِ فَريدَةُ الدَّهْرِ مَولانا الإمامُ الرَّبَّانِيُّ) ويَكفي في جلالة
قدره ما قالهُ فيه الشَّيخُ الشَّهيدُ الأوَّل شمسُ الدِّين مُحمَّد بن مكِّيّ
الحارثيّ الهمدانيّ: (المَوْلى السَّعيد الإمامُ المُرتضَى عَلَمُ الهُدَى شَيخُ
أهل البيت في زمانهِ).
وقد
ذَكَرتُ طريقي إلى السَّيِّد عميد الدِّين عبدالمُطَّلب وإلى أخيهِ السَّيِّد ضياء
الدِّين عبدالله، وأبيهما السَّيِّد مجد الدِّين محمَّد، وعمِّهما النَّسَّابة
السَّيِّد جمال الدِّين أحمد، وجدِّهما العلاَّمة النَّسَّابة الشَّهير السَّيِّد
فخر الدِّين عليّ ابن الأعرج ـ رضوانُ اللهِ عليهم جميعاً ـ في شرحي على
"العُمدة الشَّمسيَّة"، وهذا البيتُ مِنْ مفاخِرِ الإماميَّة وأجلّة
علمائها.
([19]) انتسبوا بعمود نسبٍ غريب إلى السَّيِّد موسى المُبَرقَعِ بن
الإمام محمَّد الجواد عليهِ السَّلام، وزعموا أنَّ موسى وأباهُ الإمام الجواد
يُلقَّبانِ بـ"السَّفرجلانيّ"!!، وقالوا إنَّهُم بنو عبدالرَّزَّاق بن
محمَّد بن عبدالرَّحمن بن عليّ يوسف بن زريق بن محمَّد بن يحيى بن رفاعي بن عليّ
بن عثمان بن حسين ـ قالوا: ـ ابن محمَّد بن موسى السَّفرجلانيّ !! ابن محمَّد
الجواد السَّفرجلانيّ !!، ولا شكَّ أنَّهُ نَسَبٌ باطِلٌ مُفتعلٌ لا أصل له، ومحمَّد
بن موسى المُبرقع لا عَقِبَ لهُ باتِّفاقِ النَّسَّابين، وسياق العمود غريب واضحةٌ
عليهِ معالمُ الوضع، والقوم لَمْ يُعرف عنهم الانتسابُ الشَّريف، ولَمْ يعرفهُ
لَهُم أحد ممَّن ترجَمَ لأعيانهم، ولو كانَ لَهُم نَسَبٌ شريفٌ لما خفيَ على
العلاَّمة المُراديّ صاحب "سلك الدُّرر" لأنَّ أُمَّهُ منهم فهي ابنة
الشَّيخ عبدالرَّحمن السَّفرجلانيّ صدر دمشق ورئيس عُلمائها كما وصفَهُ سبطهُ في
كتابه.
([25]) في دمشق عدَّةُ أُسَرٍ تُعرفُ بـ"الحكيم"، تتَّفقُ
في نِسْبَتِها وتختلفُ في أصلها ونَسَبِها ومذاهبها، ولا أعلَمُ إلى أيٍّ مِنها
ينتمي صاحِبُ الوثيقة، وقد ذكرَ الدُّكتور محمَّد شريف الصَّوَّاف في "موسوعة
الأُسَرِ الدِّمشقيَّة" عدَّة أُسَرٍ مِنْ آل الحكيم، انظر عنهم في كتابهِ
المذكور 1/643 برقم:94، وصـ651 برقم: 95، وصـ653 برقم:96.
([28]) مولانا العلاَّمة الفقيهِ المُحدِّثُ المُسْنِدُ النَّسَّابة
الرِّجاليُّ المُحقِّق المُدقِّق صاحِبُ الأسانيد العالية والسّماعات المُتَّصلة
آيةُ اللهِ في العالمين تاج الملَّلة والحقِّ والدِّين السَّيِّد أبو عليّ محمَّد
الحُسَين الحُسَينيُّ المُختاريُّ الجلاليُّ الحائريُّ، ولد أدامَ اللهُ أيامهُ في
الحائر الشَّريف (كربلاء المُقدَّسة) يومَ الجُمعة عند الغروب ثالث عشر صفر الخير
سنة 1362 هـ، وأخذَ وروى عن جمعٍ مِنْ كبار أعلامِ عصرهِ، كوالدهِ المُقدَّس
السَّيِّد المُحسن، والإمام الرَّئيس السَّيِّد أبي القاسم الموسويّ الخُوئيّ،
والشَّيخ الطَّهرانيّ صاحِبِ الذَّريعة، والإمام السَّيِّد هبة الدِّين الحسينيّ
الشَّهرستانيّ صاحب الإجازة العلويَّة، والإمام العلاَّمة الفقيهِ المحدِّثُ
المُسند الرِّجاليّ النَّسَّابة السَّيِّد محمَّد المهديُّ المُوسويّ الأصفهانيّ
الكاظميّ، والعلاَّمة الكبير الشَّهير المحقِّق النَّسَّابة السَّيِّد محمَّد صادق
آل بحر العلوم الطَّباطبائيّ النَّجفيّ، وغيرهم، وروى عن جمعٍ مِن كبار علماء أهل
السُّنَّة والزَّيديَّة أيضاً، وقد عقدنا لهُ ترجمة كبيرة فصَّلنا فيها وأودعناها
في شرحنا على "العُمدة الشَّمسيَّة".
وهذا
البيتُ بيتُ عِلْم وعمَلٍ وسؤدد ورئاسة، يتوارثُ المجدَ كابراً عن كابر، ليسَ في
سلسلتهِ مجهول أو خامل، وفيهم خُتمت نقابةُ النُّقباء في العهد العبَّاسيّ،
فجدُّهم شمس الدِّين أبو القاسم عليّ، آخر نقباء بني العبَّاس، وهو السَّيِّد
العالم الفقيه الأُصوليُّ، أحدُ أجلَّة عُلماء الإماميَّة في عصره، قُتِلَ شهيداً
سعيداً في واقعة بغداد، قتلهُ هولاكو صبراً، وانتهى عقبهُ بل عقِبُ جدِّهِ الأعلى
أبو عليّ عمر المختار بن أبي العلاء مُسْلِمُ الأحول إلى المولى السَّعيد
العلاَّمة الأمير النَّقيب السَّيِّد شمس الدِّين أبي القاسم عليّ بن السَّيِّد
النَّقيب عميد الدِّين عبدالمُطَّلب بن السَّيِّد النَّقيب جلال الدِّين إبراهيم
(جدُّ آل الجلالي)، نقيب نُقباء ممالكِ خُراسان المُتوفَّى سنة 836 هـ بسبزوار،
ولأجلِهِ صنَّفَ العلاَّمة الكبير السَّيِّد أحمد ابن عنبة "العُمدة
الشَّمسيَّة"، والنَّقيب السَّيِّد شمسُ الدِّين عليٌّ هذا المُصنَّفة لهُ
"العُمدة الشَّمسيَّة" هو الجدُّ الثَّاني عشر (12) لشيخنا المُتَرجَم
السَّيِّد محمَّد الحُسين الحُسينيّ الجلاليّ، وقد فصَّلنا في أخبار هذهِ
السِّلسلة المباركة تفصيلاً واسعاً شاملاً في شرحنا على "العُمدة
الشَّمسيَّة" إيفاءً لحقِّهم وإتماماً لكلامِ صاحبِ العُمدة وما انتهى إليهِ
مِن ذكر آبائهم الأنجبين، والله الموفِّق المعين.
([33]) حيُّ الخَراب مِنَ الأحياء الدِّمشقيَّة القديمة، يقعُ في باطنَ
دمشقَ، داخل السُّور، في القسم الجنوبي مِنْ دمشق القديمة، أقربَ إلى وسطها، في
الشَّارع المُستقيم، وهو الشَّارع الرُّومانيُّ القديم الَّذي يقطعُ المدينة إلى
قسمين، وحيُّ الخراب من أقسامِ حيِّ القيمريَّة الكبير، وهو أكبر أحياء دمشقَ
القديمة، وأقدمها وأعرقها؛ لوقوعهِ في قلبِ المدينة القديمة تاريخيًّا، وهو أقدمُ
بقعةٍ في دمشقَ التَّاريخيَّة.
وإنَّما
سُمِّي حيُّ الخراب بهذا الاسم بسبب زِلزلةٍ وقعت في دمشقَ فأحالتهُ إلى خراب
فأسماهُ أهل دمشقَ بـ"حيِّ الخراب"، ثُمَّ أُطلقَ عليه اسم "حيّ
الأمين" وذلك بعد مجيء العلاَّمة المُجتهد الأكبر السَّيِّد محسن الأمين
الحسينيّ العامليّ الشَّامي وسُكناهُ فيه، وهو حيٌّ شيعيٌّ معروف بدمشق، ويُعتبر أهمَّ
أحياء الشِّيعة الثَّلاثة بدمشق، وهي "حيُّ الأمين" و"حيُّ الإمام
جعفر الصَّادق عليه السَّلام" و"حيُّ الإمام زين العابدين عليه
السَّلام"، وهذا الأخير يقعُ خارج مدينة دمشق القديمة وفي محلَّة الصالحيَّة
مِنْ منطقة المُهاجرين في دمشق.
([35]) لهذهِ الأُسْرَةِ بقيَّة قليلة في محلَّة الصَّالحيَّة مِنْ
منطقة المُهاجرين بدمشق، وكادت أن تنقرض، ولا أعلَمُ شيئاً عن نَسَبها، إلاَّ أنَّ
جميعَ الوثائقِ الَّتي وقفتُ عليها تصفُ أفرادها بأوصافِ الأشراف كـ"خلاصة آل
طه وياسين" و"مفخر الأفاضِلِ والأشراف" و"صفوة آل
عبدمناف"، وتَنْعَتُهم بـ"السَّيِّد" و"السَّيِّد
الشَّريف" و"مولانا"، وتلقِّبهُم بـ"جلبي"، وقيلَ إنَّ
شرفها مِنْ جهةِ الأُمَّهات وهو قديم، واللهُ أعلم.